العشر الأواخر الدقائق الغالية
تعرض للمسلم في حياته القصيرة نفحات من نفحات الكريم تتمثل في مواسم للأرباح والطاعات وللنفحات و الخيرات، يكرمه الله بها لجوده وكرمه وفضله ومنته يعطيه من شرف الزمان ما يستطيع به أن يسرع في السير إلى مرضاته، وأن يعوض ما فاته من تقصير في حياته، إذا وُفِّق لاستغلال هذه المواسم احسن استغلال وسارع فيها أيما إسراع فحصل من الطاعات والعبادات والخيرات ما ينجيه من العذاب الأليم في عرصات القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون ، ومن أهم هذه المواسم وأفضلها شهر رمضان . فشهر رمضان مدرسة ربانية تدريبية غايتها القصوى الدربة على تقوى الله العظيم في دورة تدريبية لمدة ثلاثين يوما يشتد فيها التنافس ويحتدم التسابق حين يتولى ثلثاها ويبقى الثلث الأخير متمثلا في العشر الأواخر
فالعشر الأواخر من رمضان فرصة عظيمة للطاعة فيها ليلة القدر خير من ألف شهر أي ما يزيد على ثمانين سنة ومن حرمها فقد حرم خير كثيرا.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصها بتشمير واجتهاد فعن أمنا عائشة رضي الله عنها
أنه صلي الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد المئزر. ومعنى إحياء الليل: استغراق أغلبه بالسهر في الصلاة والذكر وغيرهما. وقد جاء عند النسائي عنها أنها قالت: (لا أعلم رسول الله قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى أصبح ولا صام شهرًا كاملاً قط غير رمضان)
فإحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل، ويحتمل أنه كان يحيي الليل كله كما في بعض طرق الحديث.
واغتنام هذه الأيام ينبغي أن يكون غاية كل مسلم يشمر له على سنة الحبيب صلي الله عليه وسلم ويوقظ أهله وينوع عبادته ومن أهم العبادات فيها:
١_ القيام : وهو معنى قول عائشة أحيا ليله وفى الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
كذلك من العبادات التي ينبغي أن يحرص عليها المؤمن في هذه الأيام
٢ كثرة الذكر وتلاوة القرءان: فرمضان شهر القرآن فيه أنزل وفيه تدارسه النبي صلى الله عليه وسلم مع جبريل كل ليلة
٣ ومنها الجود و الإنفاق بإخراج الصدقات والزكوات وإطعام الطعام فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان.
٤_كثرة الاستغفار: فرمضان فرصة لتكفير الذنوب والعتق من النيران ولله فيه عتقاء كل ليلة
٦ _من أعمال البر وهدي النبي صلى الله عليه وسلم أيضا في رمضان خدمة هذا الدين والذود عنه والجهاد في سبيله فجل الغزوات الكبرى وقعت في رمضان
يوم الفرقان في بدر كان في رمضان ويوم الفتح الأكبر كان في رمضان …وغير ذلك
مما لا يسع المقام ذكره
الأستاذة: مريم آمبيريك