حتى لا ننسى

السابع المجيد..

ليلة السابع من أكتوبر حيث العرب كلٌّ متكئ يتجشأ تخمةً كانت ثلة مؤمنة صابرة مرابطة على الثغور تُحيي ليلها منتظرة لحظة الصفر وإشارة الانطلاق بوصلتها القدس وزادها المصحف والبـــندقية لم يتعودوا الرخاء ولم تنسهم الدنيا حيازة مجد الآخرة..

لم يعودوا تلك الليلة إلى بيوتهم..لم يودعوا آباء أو أمهات أو زوجات وأبناء إنهم يخشون أن ترق القلوب أو تتراجع النفوس تلك ودائعهم إلى الرحمن وهم يعلمون أن السير في طريق الجهـــاد يعني الكثير من التضحيات!..

على الجانب الآخر من الجدار الشائك تعالت أصوات الموسيقى وضحكات مخنثين ثملين يحتفلون بعيد من أعيادهم دنسواْ فيه الأقصى مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم  وأمة نائمة لكنهم لم يحسبوا حسابا للثلة القائمة على بعد عدة أمتار.
ومع فجر السابع تعالت أصوات المكبرين وفعل الرصــاص فعله في المدنسين..وآلمت الصفعة خدود المطبعين!..

استيقظ المحتلون من سباتهم وآثار الخمر بادية على وجوههم كما آثار الصدمات!..هذا الجيش الأقوى في العالم..الأقوى دفاعا..الأقوى تكنولوجيا..الأقوى تسليحا..-وتلك الأخيرة ستُكذبهم بها رمال غزة بعد أيام!-..أنى لهذا الجيش “الذي لا يُهزم” أن تُخترق دفاعاته أن يُقتل جنوده ويُختطف ضباطه ومن الفاعل؟ فتية من مدينة صغيرة محاصرة منذ سبعة عشر عاما!! ضُيّق عليهم من القريب قبل البعيد ولم يسمع نداءهم أخ ولا صديق..

صُبت فوق رؤوسهم حمم من الصواريخ ودُكّت المدينة الصامدة مرات ومرات لكنهم آثروا عدم الموت إلا بعد الإثخان في العدو حفروا بأظافرهم في الصخر نحتوا المستحيل بأيديهم ٬أيديهم التي لا يزالون يمدونها إلينا مليئة بالجراح والدماء٬ أن هلموا لمجد الأمة وطريق الأنبياء..

أقلتُ إن المحتلين استيقظوا؟! كلا..فلا زال الطوفان كابوسا يؤرق مضاجعهم٬ يسلب النوم من جفونهم٬ يحاولون محوه بكل طريقة٬ لكنه يأبى إلا التجذر٬ تُحييه عزيمة الأحرار ودماء السائرين على طريق القدس..

لا زال لك في المعركة مكان٬ الطوفان سائر يجتث عروش الطغيان٬ ويعيد للحرية تاجها٬ وللأمة أقصاها ولفلسطين مكانتها٬ هذه حرب بين الحق والباطل٬ فليكن لك نصيب في نصرة الحق كما دفع الباطل٬ وليكن السابع المجيد٬ يوم عيد٬ نستعيد ذكراه بما نحييه به في النفوس٬ ونوقظ به ضمائر النائمين والغافلين من أمتنا٬ بما نمحو به المستحيل وندوس به الاستسلام والسلام المزعوم..

السابع المجيد٬ يوم عيد٬ كل عام وأنتم بخير!

الكاتبة: تسلم محمد غلام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى