المديرة الناشرة للمجلة: اختفت الموريتانية عن الأنظار بيد أنها بقيت في القلوب
الأستاذة فاطمة محمد الأمين المديرة الناشرة لمجلة الموريتانية إحدى النساء الموريتانيات العصاميات شقت طريقها في الصحافة المكتوبة متحدية كل الصعاب لتضع بذلك بصمة المرأة الموريتانية في ساحة إعلامية غاب عنها النساء …
الأستاذة فاطمة خريجة المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية, أديبة بامتياز وخبيرة في المعلوماتيةرأت مجلة الموريتانية النور سنة 2008 وهي أول مجلة تهتم بالمرأة في بلادنا وقد حافظت على هذه الصورة على مدار عدة سنوات وانتشر صيتها في مختلف أرجاء الوطن كما عالجت العديد من الملفات والقضايا المهمة رغم قلة الوسائط وانعدام التشجيع وضعف اهتمام المجتمع بالقراءة ..مع ذلكاتخذت الموريتانية مكانها في المكتبات وفي قلوب الناس بإصرار مديرتها وصبرها.
ومع أهمية هذه التجربة الإعلامية النادرة فلم تستطع الصمود في وجه التحديات الكبيرة وخاصة المادية منها الأمر الذي منعها من الصدور حتى كتب الله لها أن تطل من جديد وفي ثوب أحدث فتحولت إلى موقع إلكتروني يسهل تصفحه وتخف أعباؤه.. دون أن يمنعها ذلك من الاحتفاظ بملامحها العامة ومنهجها في المعالجة و الكتابة.
وبهذه المناسبة السعيدة نستضيف لكم المديرة الناشرة لمجلة الموريتانية
الأستاذة فاطمة محمد الأمين أهلا سعادة المديرة
السيدة المديرة : أهلا بكم
الموريتانية : اخترتم الرقي بالمرأة من خلال الإعلام هل هو هواية أم أن هناك أهدافا تودون تحقيقها من خلاله؟
السيدة المديرة : في الحقيقة لم يكن هواية فقط بل هو حب حقيقي للكتابة كما أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك أي إصدار نسائي موجه للمرأة الموريتانية بصفة خاصة الأمر الذي جعلنا نفكر في مشروع مجلة تهتم بقضايا بالمرأة من منظور محلي وطني.
الموريتانية : لماذا اخترتم الإصدار الورقي رغم أنه في تلك الفترة كان الإعلام الالكتروني في ذروة ازدهاره؟
السيدة المديرة : فعلا كان الإعلام الإلكتروني قد بدأ يزدهر ولكنه لم يكن قد وصل للأرياف والحواضر الداخلية في بلادنا فكان الإصدار الورقي هو المناسب حيث كنا نرسل الأعداد مع سيارات النقل إلى الداخل وقد لاقت المجلة رواجا وتفاعلا جيدا آنذاك
الموريتانية : إلى أين وصلت الموريتانية ؟
السيدة المديرة : رغم الظروف المادية الصعبة فقد وصلت الموريتانية إلى مرحلة متقدمة بفضل الله ثم بفضل الطاقم العامل
د المفيدة سيدي المختار
مريم عبد الوهاب.
عيشة سيدي محمد.
فاطمة يسلم.
عيشه جدأم .
تيته المصطفى
كان فريقا متميزا ومثابرا حيث واصلت الصدور فصلا من سنة 2008 إلى 2014 وحصلت على الاعتراف من الهابا. وكان أفرادها ممثلين في عدة هيأت صحفية وطنية.
الموريتانية : لماذا اختفت الموريتانية عن الأنظار فجأة؟
السيدة المديرة: اختفت الموريتانية وهي في أوج نجاحها لأسباب مادية بحتة فرغم توفرها على كل الشروط المطلوبة تم إقصاؤها من صندوق دعم الصحافة لمدة ثلاث سنوات متتالية ولم نستطع إصدار ما يكفي من الأعداد كما كانت الإعلانات شحيحة مع ما كانت تجد من دعم مادي من طرف وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة فقررنا تجميدها حتى تتحسن الأوضاع.
الموريتانية : قررتم أن ترجع الموريتانية إلى الساحة الإعلامية, لكن في ثوب جديد لماذا ؟
السيدة المديرة : اختفت الموريتانية عن الأنظار وليس عن القلب والآن قررنا تحويلها إلى موقع لأن تكاليفه اقل وحيث أصبحت الهواتف الذكية في متناول الجميع وتستطيع أي امرأة تصفح الموقع والتفاعل معه بسهولة في أي مكان من الوطن.
الموريتانية : ما هي أهم المواضيع التي عالجت الموريتانية و الأقلام التي نشرت؟
السيدة المديرة : عالجت الموريتانية عدة ملفات مهمة هي من صميم قضايا المرأة من هذه الملفات نساء وراء القضبان عالجت الموريتانية من خلالها الظروف التي تعيشها المرأة داخل السجن كما تمت مناقشة الزينة عند المرأة بين المسموح به والممنوع وكذلك المرأة السياسية في موريتانيا جدوائية المشاركة ونوعية الأداء وملف يعالج الأسرة الموريتانية بين ضوابط الشرع و تقاليد المجتمع والصحافة النسائية الواقع والتحديات إلى غير ذلك من المواضيع التي تخدم المرأة والمجتمع.
وكان من أهم الأعمدة النسائية الثابتة: (حديثي إليك) د المفيدة سيد المختار (البناء الأسري) و( التربية فن) للكاتبة عيشه النانه سيدي المختار (الغذاء المتوازن) أخصائية التغذية فاطمة أبات كما تشرفت ببعض الأقلام المميزة مثل الكاتبة الصحفية فاطمة السالمة المصطفى و الأستاذة بنينة الخرشي أم الخيري أحمدو
ولم يقتصر التعاطي مع الموريتانية على العنصر النسوي بل كان لديها كتاب آزروها بالأعمدة المميزة من بينهم الكتاب أحمد فال ولد سيد أحمد في عموده القدوة الحسنة و الإمام الحسن ولد حبيب الله أحكام التجويد محمد لمين أحمد سالم في عموده تأملات اسلامة العابد إلا تنصروه بالإضافة إلى كتاب آخرين من بينهم أحمدو ولد الوديعة حبيب الله ول أحمد الخليل ولد خيري الهادي ولد المنير و محمودا الهلال.
وتناولت الموريتانية كذلك في ملف رائدات حياة العلامة المرحومة عيشة بنت حامد و أول برلمانية موريتانية السيدة مريم سيدي المختار وغيرهم إضافة إلى تغطية الأنشطة الموسمية المخلدة لأعياد المرأة.
وتم نشر مدونة الأحوال الشخصية الموريتانية على صفحات المجلة.
الموريتانية : هل من كلمة أخيرة ؟
السيدة المديرة : يسرني أن أتقدم إلى قرائنا الأعزاء بخالص التحية والود وأنا سعيدة بمعاودة التواصل معهم عبر موقعنا الجديد وأتمنى منهم الدعم والتفاعل كما عودونا فلن نستطيع الوصول بموقعنا إلى المستوى المطلوب دون دعمهم
وأدعو الله العلي العظيم أن يكشف هذه الجائحة عن بلادنا وعن العالم وان يلبسنا جميعا لباس الصحة العافية .
الموريتانية : اللهم آمين,السيدة فاطمة بنت محمد الأمين المديرة الناشرة لمجلة الموريتانية شكرا لكم