حديثي إليك

حديثي إليك..

د المفيدة سيدي المختار

تحيي فينا غزة هذه الأيام معان جمة، وتقدم دروسا حية عن التربية والثبات والعزة والكرامة والجه..اد.. تبث روح الحياة من جديد في أمة ران على قلوبها دنس المادة وطغى عليها الخوف والوهن، فأصبحت غثاء كغثاء السيل.!

 

دروس تجلي الحزن وتوقظ الهمم وتبين معالم الطريق؛ فتشعر المؤمن بغاية الوجود وحلاوة الإيمان وصدق اليقين وسلامة المنهج وغنيمة السير إلى الله.. فلا يتردد في المسارعة في الخيرات، ولا تلهيه تجارة ولا بيع عن نصر دينه وحمل هم أمته.

 

دروس تتنوع بجمال صورها وقوة مشاهدها؛ فهناك المج…اهد القابض على سلاحه يقاتل ويشد الوثاق، وهناك مهندس النصر المخطط له، وهذا الطبيب المداوي يصل ليله بنهاره! وقبل هؤلاء جميعا تلك الأم الصابرة المجاه…دة التي أعدّت كل هؤلاء لمثل هذه اللحظات.

 

إنها الأم الحمس…اوية التي نسجت في نفوسهم حب الجه…اد، وغرست في عقولهم معنى الحياة ودربتهم على عزيمة الرشد.. لتضمن تحقيق الحسنيين!

 

هذه الأم التي جمعت في قلبها أسيرا مغيبا ومج..اهدا في ساح الوغى وصغارا أشلاء تحت الانقاض ،وشهيدا تودعه بالتهاني والزغاريد هي السر الكامن وراء ما نرى ونسمع عن هذا الشعب الصامد المج…اهد!..

 

إنها مدرسة تفتح أبوابها لكل النساء بل للعالم كله، ليتعلم منها معنى التربية والتضحية والثبات والعطاء.. إنها كتاب تنطق كلماته بالحق الصادق، والوعد الصادق ،واليقين المكين ..!

 

جدير بنا أن نتعلم من هذه الأم المدرسة كيف نعد نشأنا ليدرك غاية الحياة ومعنى الحياة.. كيف نطبق تلك الدروس لبناء عقيدة ثابتة في نفوسهم توحد الله وتحبه وتثق به وعبادة تقرب  إلى الله زلفى وتنفع الناس،وأخلاقا تؤلف بين القلوب وتسمو على  الأهواء.

وجه..اد يجعل كلمة الله هي العليا ويمكن لدينه في أرضه.

د.المفيدة سيد المختار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى