حديثي إليك

حديثي إليك..

د المفيدة سيدي المختار

رحمات تسري.. وبركات تنتثر ..أبواب الجنان مفتوحة ومنادي الفلاح يدعو ياباغي الخير أقبل ..موسم لا كالمواسم شهر رمضان !.. شهر القرآن ساعاته ملأى تفيض بالنفحات الربانية ،نهاره صيام يطهر القلوب ويثمر التقوى وليله قيام يرتقي بالنفوس في مدارج الرضا..

فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر !..إنه موسم العتق من النار ولله فيه عتقاء وذلك كل ليلة !..من حرم خيره فقد حرم خيرا كثيرا .

استشعار هذا النفحات الربانية يجعلنا ندرك رحمة الله بنا وفضله علينا أن بلغنا رمضان .

ونسعى جهدنا لاغتنامها نية ،صادقة تعبر بأعمالنا نحو الإخلاص لله رب العالمين ،وتوبة نصوحا تجب ما قبلها
ومسارعة إلى الخيرات تهدينا الصراط المستقيم .

في هذا الجو الإيماني نستحضر البشرى بهذا الشهر الكريم فهو منة تستوجب الحمد لله ونحرص على تصحيح القصد فلا ننفق نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا نقطع واديا إلا لوجهه تعالى ،لتربو عندالله .

فلا تأخذنك عادة إعداد االفطور وتقطير الصائمين عن تلك النية والرغبة في ثواب الله الجزيل ،ولا يلهيك تنويع الأطباق عن التزود من القرآن والذكر والصدقات ،ولا تشغلك هموم البيت عن صلة الأرحام وتعهد الجيران . وأنت الراعية المؤتمنة لتغرسي في نفوس الأبناء تعظيم شعائر الله ،وشهر رمضان فرصة لذلك الغرس الطيب ففي ظلاله تلين القلوب وتقترب من الله زلفى و تسعد الأرواح لتنعم بالإيمان وتظفر بالتقوى .

إنها أيام معدودات فلا تكوني فيها من الزاهدين ،ولأن الكون بأسره قائم على النظام فلا بد من وضع برنامج لهذا الزائر الكريم يتضمن ختمات قرآنية وقياما وصدقات وأسهما في أبواب البر ودعوات خالصة ترفع بهاالأعمال إلى الله.
صياما مباركا متقبلا..

د.المفيدة سيد المختار 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى