حديثي إليك

المرأة والهجرة ..ذكرى تتجدد

د. المفيدة سيد المختار

معالم تتعالى على الزمان والمكان تشع كل حين بإذن ربها لتفسح المدى بعيدا حيث تتراآى مشاهد التأسيس لدين الله  الذي ارتضى لعباده يفوح عبقها الزكي ممزوجا بالصدق والصبر والثبات تحمله سفينة الإيمان والثقة بوعد الله.. كلما حلت سنة هجرية جديدة نستشعر نعمة الله علينا ونستبشر برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :

بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا
من العناية ركنا غير منهدم

ومع بدايات الإسلام الأولى تظهر المرأة محتفية بهذا الدين الجديد _ وحق لها ذلك_فتحميه وتدعمه(أمنا خديجة رضي الله عنها)وتستشهد في سبيله صامدة صابرة في وجه بطش الطغاة (سمية رضي عنها)

وتحضر تفاصيل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم و تشارك فيها تأمينا وتموينا (أسماء ذات النطاقين) فتؤذى في سبيل ذلك لكنها تأبى أن تفشي سر اله جرة فهي الصادقة المؤتمنة٬وتشق نطاقها نصفين لتعد الزاد لرحلة كتبت التاريخ من جديد ونفخت فيه من روح الحرية والعدل والطهر فتفتح عن قيم الإسلام الراقية حيث التآخي و العفاف والحرص على ما ينفع الناس..

وتأتي ذكرى الهجرة اليوم لتذكرنا أيضا بأمنا أم سلمة رضي الله عنها وهي تكابد الخروج من مكة فرارا بدينها وقد فرق الكفار
بينها وبين زوجها وابنها فلم تستسلم بل ظلت تعلن رفضها واعتراضها حتى رق لها بعض القوم فخرجت تحث الخطى نحو يثرب يحدوها إيمان بوعد الله الذي لا يخلف.. وتلك أم معبد الخزاعية تتشرف بمرور رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيمتها و تحفظ السير وصفها للنبي صلى الله عليه وسلم كأدق وصف وأشمله ..وعند ثنيات الوداع تنشد فتيات الأنصار

أيها المبعوث فينا …جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة.. مرحبا يا خير داع

تلك قصة ارتباط وثيق بين المرأة والهجرة يجب استلهامها من جديد في حياتنا اليوم قراءة واعتبارا وتجسيدا يتجاوز تبادل التهانئ نحو تجديد العهد مع الله لهجرة ما حرم إلى ما يحب ويرضى فنهجر قول السوء وثوب الخلاعة وضياع الأوقات وتبذير المال والقعود عن نصرة الدين نحو القول الحسن والستر الجميل واغتنام فرصة العمر في لزوم درب الاستقامة والإنفاق في سبيل الله والعمل للتمكين لدينه ووصل ما أمر الله به أن يوصل.. وبذلك تستعيد المرأة مكانتها وتضمن حريتها وتنفع أمتها
ففي الهجرة النبوية عبر وذكرى تتجدد للذاكرين!..

د. المفيدة بنت سيد المختار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى