أياما معدودات
ساعات قليلة وتنطلق محطة جديدة من السباق الي الله تعالي والدار الآخرة و جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين وتنطلق حت شعار: ( يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر اقصر)
فإن كنت أختي باغية للخير المضاعف فهلم الي نداء الله في عظيم أيامه وجزيل عطائه ولا تفتك بشائر رمضان فهو الفرصة والنعمة من الله تعالي:
_فرصة للمقصرين لتدارك تقصيرهم بالتوبة والاستغفار والإخبات لله تعالي والتذلل له والأنكسار بين يديه
ونعمة ومنة للمتقين للترقي في درجات تقواهم وفي خالص أعمالهم في دورات تكوينية على التقوي تتضاعف فيها الأعمال وتشد فيها الى الله الرحال .
والتقوي هو: غاية المؤمن ومقصد رمضان وجماع كل فلاح ونجاح من حصل تقوي الله بتوفيق الله زحزح عن النار بفضل الله :(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) ءال عمران ١٨٥
متاع الغرور في المأكل والمشرب وكل الشهوات الزائلة تغرك في هذا الشهر العظيم باقتناء كل جديد الأواني وتعلم كل جديد الطبخ حتي تنقضي الأيام المعدودات وكأن الله تعالي أرادها للتنافس في المأكل والمشرب .
الله سبحانة بين المقصد من هذه الأيام :(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة ١٨٢
من أجل تحصيل هذا الهدف علينا أن نستشعر عظمته ونسعي إليه ولعل التواصي بالنقاط العشر التالية تساعد علي ذلك:
١_كثرةالاستغفار وإخلاص التوبة : فالقلب محل نظر الله تعالي ولابد من صقله من الرين الذي يبعده عنه سبحانه بالتوبة النصوح من كل المعاصي والآثام التي تغطي القلب فتحجبه عن ربه :(كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يكسبون كَلَّآ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍۢ لَّمَحْجُوبُونَ)سورة المطففين الاية ١٤
والتائب من الذنب كم لا ذنب له لكن التوبة لها شروطها وأركانها التي ينبغي الحرص عليها
٢ الاشتياق لنفحات رمضان فبحرقة الشوق لما عند الله وتحصيل تقواه تتدرب خيلك علي السباق الي لقاء المحبوب باستشعار فضل أيامه ومضاعفة أعماله وجزيل ثوبه
٣ رمضان شهر القرءان فيه أنزل و فيه تدارسه المصطفي صلي الله عليه وسلم مع جبريل كل ليلة والسلف الصالح كانوا يقبلون علي القرءان في هذا الشهر العظيم كان الإمام مالك يطوي كتب الحديث والعلم في رمضان ليتفرغ للقرءان والإمام الشافعي يختم في رمضان ستين ختمة ثلاثين في النهار تلاوة وثلاثين في الليل قياما كأنه يجسد مقولة الإمام زين العابدين بن الحسن بن الحسين بن علي رضي الله عنهم (إن من كان قبلكم رأوا القرءان رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونه في الليل ويتفقدونه في النهار
٤_ رمضان شهر البذل والعطا والأحاديث الدالة علي ذلك كثيرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة في الجود في رمضان و غير ه (عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة)
رواه البخاري
وقد أوصي النساء خاصة بالبذل وجعل فيه خلاصهن من النار في الحديث الذي تعددت رواياته واتحد معناه (يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإني رأيتكن أكثر أهل النار..)
٤_ التهجد وقيام الليل فقد صلى صلى الله عليه وسلم التراويح بالناس ليال من رمضان ومن رحمته بأمته أنه جلس عن صلاتها في المسجد مخافة أن تفرض لكنه سنها وحض عليها وواظب عليها السلف بعده وهي فرصة لتدبر المقروء من القرءان في النهار وفرصة لمناجاة الحق سبحانه والتقرب إليه والانكسار بين يديه والعبد أقرب ما بكون إلي الله في صلاته
٦_ كثرة الدعاء فالدعاء مخ العبادة ولبها والله سبحانه أمر به ووعد باجابته : (وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة ١٨٤
فقد جعل الدعاء هو العبادة في ءاية اخري ووصف المعرض عنه بالكبر وتوعده بجهنم : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) سورةغافر الآية ٦٠
٧_ الأجتهاد في العشر الأواخر كما كان المصطفي صلي الله عليه وسلم يفعله ويأمر به . عَنْ عائشة رَضَيَ اللَّه عَنْهَا، قَالَتْ: ك(كانَ رسُول اللَّهِ ﷺ: إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ، أَحْيا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه، وجَدَّ وَشَدَّ المِئزرَ) متفقٌ عَلَيهِ.
٨_ الاعتكاف في هذه العشر من سنة النبي صلي الله عليه وسلم في العشر الاواخر نافلة الاعتكاف في المساجد للخلوة مع الله واستشعار خلوته في قبره بالموت فيقبل في معتكفه علي قراءة القرءان والدعاء والاستغفار والتوبة
٩_ التماس ليلة القدر فقد أمر صلي الله عليه وسلم بالتماسها في العشر الأواخر وذكر الله سبحانه عظمتها وأنها خير من ألف شهر وأمر صلي الله عليه وسلم بقيامها وذكر أن من قامها ايمانا واحتسابا دخل الجنة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه
١٠_ ألتنويع في العبادات : علي باغي الخير أن بطرق كل أبوابه لعل أن يدخل من بعضها إن لم يوفق للدخول منها جميعا والله سبحانه وتعالي أمر بالمسارعة في هذا العمر القصير وتكرم بمواسم الخيرومضاعفة فضلا منه ومنة وجودا وكرما
نسأله سبحانه أن لا يحرمنا فضل ما عنده بسوء ما عندنا
الأستاذة مريم أمبيريك