ثقافة وأدب

الشاي… رمز الأصالة وملهم الشعراء 2

ومن أدبيات الشاي ومحسناته أن يبدأ بأكبر الجلساء سنا أو بالضيف ويكون معد الشاي “التياي أو القيام” آخر من يشرب كأسه كما يحظر عليه رؤية ساقيه حرصا على ثباته وتوجيه البال إلى الشاي فقط ويعين له شخص يناوله ما يحتاجه ويسمى “السخار”

يقول فيه ولد ابنو

و”سخار” يطاوعه إذا ما          ينادى يبادر للمنادي

وكان الموريتانيون قديما يجتهدون في اختيار أجود أنواع المكونات التي تستخدم في صنع الشاي ” الوركة” والسكر والنعناع ودونوا ذلك في شعرهم

فقال ولد ابنو

وابرز سائس الكاسات “كيلا”     من المفتول جاء بعرف جاد

وساق من عتاق التلج نادى       بأن لم يحكه ساق منادي

وقال الشيخ سيديا ولد بابا

تخير من تجار طنجة شاهها      وخير لها من ثلج وهران سكر

كما يقول أحدهم

أتاي يوسف لا شالت أنامله      نعناعــه أبدا يفـــوح ريــــــــــاه

كأن براده من بين أكؤسه         في ضوء مشكاته في الليل رأياه

ويقول

إذا لم نجد إلا النميلي مشربا       شربنا ولم نسمع مقالة ذي عذل

وإن حضر المفتول قلنا لنملة         مقالتها للنمل في سورة النحل

وربما انتقد أحدهم الاعتناء الزائد “بالوركة” والتفنن في أشكالها على حساب العلم وطلبه فيقول

وميزك “مفتولا” و”نملا” و”عودة”        وتنسى ميزك الأسماء الحرف والفعلا

وحظي هذا المشروب عند الموريتانيين بالحب والتقدير لا ينازعه في ذلك أي مشروب فكان ركنا في نزل الضيف وقراه ورمزا للكرم بل إنه لا اعتبار للموائد بأنواعها وعلى اختلاف أشكالها إذا قدمت دون الشاي بينما يعد الشاي إكراما كبيرا للضيف حتى ولو لم تقدم معه أي مائدة

يقول التجاني

الضيف دون الأتاي اليوم مكرمه          لم يجد شيئا وإن جلت موائده

ومن سقى ضيفه الأتاي أكرمه          ولا يلام وإن قلت فـــــــــوائده

جرت بذا عادة الأيام واطردت             والدهر لابد أن ترعى عــوائده

أما المختار ولد حامد فيمدح مضيفه الذي تلقاه بالتحية والشاي والمشوي معتبرا الشاي وصفة دواء للشيخوخة

نزلت على ابن تيه ضحا فتيا              وهيأ للقرى شيا وتيــــــــا

وصب علي من علم صحيح               ومن شيم الندى سيلا أتيا

فخلت حداثتي رجعت حديثا               وقد بلغت من كبري عتيا

فقلت للشائب الهرم المعنى               تعد على ابن تي تعد فتيا

وارتبط الشاي قديما بالرجل حيث كان الرجال هم الذين يقيمون الشاي ويشربونه ويحظر علي المرأة تناوله في حين يحظى الأطفال بجزء “الوركة” ولم يكن يشرب الشاي من النساء إلا الشيخات كبيرات السن

وعموما لم يكن المتطفلون “السكاكة” على جماعة الشاي مرحبا بهم ويشتد الأمر إذا كانت امرأة يقول محمد الصوفي

ألا إنما “السكاك” في وجهه يحثى                  ولاسيما إن كانت” سكاكة” أنثى

مريم عبد الوهاب 

يتواصل..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى