آدم وحواء أدوار متكاملة تتطلبها الفطرة
آدم وحواء مثال للأسرة السليمة فطريا، وهو مثال إنساني لكل الديانات وكل أنواع البشرية، والعلاقة التي تربطهما هي أفضل مثال على ما يربط الرجل بالمرأة رغم ما بينهما من اختلاف في النواحي العضوية والسلوكية والشخصية وفي أساليب التنشئة والتربية والأدوار الاجتماعية ومع ذاك لم يكن للبشرية أن تري النور لولا ارتباط آدم (الرجل) بحواء (المرأة) ارتباطا شرعيا..
وقد قامت جميع الديانات والفلسفات والقوانين علي تنظيم هذه العلاقة ووضع ضوابط لها ودعمها خاصة ديننا الحنيف الذي حث علي الزواج ونهى عن التبتل، فقد أنكر النبي صل الله عليه وسلم على من امتنع عن الزواج لأي سبب كان ولو كان من أجل التفرغ للعبادة.
فالزواج علاقة شرعية تربط الرجل بالمرأة يحفظ بها النوع البشري، وهو سنة الانبياء والرسل قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَٰجًا وَذُرِّيَّةً ۚ } وقال تعالى : {وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ} ؛
أما أطراف الزواج فقد حددهم الشرع وهما الرجل والمرأة ولا يصح غير ذلك، فقد حرمت الشريعة الاسلامية ومثلها كل الشرائع السماوية المثلية وغيرها من أنواع الشذوذ الجنسي، فهو خروج عن الفطرة وجريمة يعاقب الشرع عليها وما قصة قوم لوط من أهله ببعيد فقد نزل بهم العذاب الشديد قال تعالى :{فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍۢ مَّنضُودٍۢ}، فكان عذاب قوم لوط تحذير ورسالة من رب العالمين للناس كافة في الإقلاع عن هذه الظاهرة المحرمة..
ومع ذلك لايزال بل يظهر من جديد بين الحين والآخر من يسعى لتخريب نظام الأسرة، بل يعمل على سن قوانين لذلك بحجة حماية المرأة وحقوق الإنسان من خلال تبني قوانين “الجندر” التي تعتبر أن الفروق بين الرجل والمرأة هي نتاج عوامل دينية وثقافية واجتماعية من صنع البشر يمكن تجاوزها عبر المساواة؛
وتقوم “الجندر” علي مفاهيم معادية لدبننا الحنيف منها أن( أن الأمومة خرافة ولا يوجد هناك غريزة الأمومة ، و مفهوم الصحة الإنجابية الذي يحد من وصف المرأة بأنها أماً الأمر الذي يقف عائقا أمام ممارستها لدورها الجندري المساوي لدور الرجل ، ومن تلك المفاهيم شكل الأسرة ، حيث يصنف كتاب الأسرة وتحديات المستقبل -وهو كتاب من مطبوعات الأمم المتحدة- الأسرة إلي 12 إثنى عشر شكلا ونمطا ومنها أسرة الجنس الواحد أي انها تعتبر أسر الشواذ أسرا صالحة وتشمل الرجال والنساء الذين يعيشون معا بلا زواج والنساء اللاتي ينجبن الأطفال سفاحا) ، وتعترف لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة بالشواذ وتهتم بحماية حقوقهم والسعي لقبولهم من طرف المجتمع ، كما نادت الحركة النسوية بشعار مؤداه أن المرأة تملك جسدها ، وهذه الدعوة تقتضي أمورا منها الإباحية والشذوذ ، كل هذه الأفكار تتبناها منظمات تابعة للأمم المتحدة وتدعمها اتفاقيات مثل اتفاقية “سيداو” التي يعتبرونها قاضية علي جميع أشكال التميز ضد المرأة هذه الاتفاقية اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1979م وصنفتها علي أنها وثيقة الحقوق الدولية للنساء.
للأسف لم تراعي هذه الاتفاقيات أن هناك شرائع سماوية حددت طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وحرمت المثلية خاصة الشريعة الإسلامية وهذ ما أثار غيظ كل المتشبثين بأحكام الشريعة الإسلامية من عامة المسلمين وعلمائهم وكذلك الجمعيات الأهلية والمنظمات الإسلامية ، حيث أكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الشذوذ الجنسي محرم في جميع الأديان السماوية ومخالف للفطرة السليمة ولبقاء الجنس البشري، ويؤكد الاتحاد في بياناته علي أن “تصاعد وتيرة الحملات والضغوط الغربية لفرض الترحيب بالشذوذ الجنسي علي مختلف شعوب العالم وأفراده وجعله حقا من حقوق الإنسان وكأنه أحد أسباب السعادة والحضارة والتقدم البشري مستنكرا”، كما استنكر الاتحاد طلب فرنسا من أئمة المساجد تزكية زواج الشواذ..
يعارض الشذوذ ماهية الإنسان التي خلقت معه قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى} ، كما يناقض الكينونة البشرية وهي ضد الفطرة وإهانة لبني آدم الذي كرمه الله قال تعالى:
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}
الكاتبة: مريم محمد سالم