حتى لا ننسى

نحن معك حتى النصر

يتها المرأة الغزاوية
يا من صرتِ أيقونة الصبر في زمنٍ انكسر فيه الصبر، يا من تضعين رأسك على وسادة من الحجارة، وصدرك درعًا لأطفالك، وعينيك بوابة ترقب الموت في كل لحظة…

لأجلكِ… نسأل العالم بصوتٍ يملأ الفراغ:
أين أنتم يا من تزعمون الدفاع عن حقوق المرأة؟ أين أنتم يا من ترفعون شعارات الحرية والمساواة وتملأون بها المؤتمرات والبيانات؟ أين تختبئ أصواتكن يا نساء العالم، وأنتم ترون أختكن في غزة تُهجّر، تُجَوَّع، تُقتل، وتُدفن أحلامها تحت الركام؟

لأجلكِ… نحن هنا، وإن فرقتنا المسافات والحدود، فقلوبنا تعبر الجغرافيا، وتكسر الجدران، وتصل إليكِ. نحن نقاتل بالكلمة حين يمنعنا السلاح، ونحارب بالصوت حين يُخنق النداء، ونحمل حقيقتكِ للعالم حين يريد أن يطمسها.

نكتب عنكِ، لأن الكتابة جهاد، ونصرخ باسمكِ، لأن الصمت خيانة، ونعرض صوركِ وقصصكِ أمام أعين العالم، حتى لا يقال يومًا: لم نكن نعلم.

يا نساء العالم…
هل تدركن أن قصف بيتها، هو قصف بيتكن جميعًا؟
هل تعلمن أن جوع طفلها، هو جوع إنسانيتكن؟
هل تفهمن أن صراخها في الليل، هو صرخة كل أم في هذه الأرض؟

أيتها المرأة الغزاوية
لأجلكِ سنفضح كل متخاذل، ونكسر كل حاجز، ونسقط كل حجة تبرر الصمت.
لأجلكِ، سنبقى نحمل حكايتكِ من مجلس إلى مجلس، ومن شاشة إلى شاشة، ومن قلب إلى قلب، حتى ينهض العالم من سباته، أو يشهد التاريخ على خيبته.

قد لا نكون إلى جواركِ لنمسح دمعتكِ، لكننا سنجعل دمعتكِ مرآة يرى فيها كل إنسان حقيقة ما يجري. قد لا نحمل في أيدينا الماء والدواء، لكننا نحمل في صدورنا عهدًا ألا نترك قصتكِ تموت.

لأجلكِ… سنكتب حتى تُكسر الأقلام، وسنصرخ حتى يُكتم الصوت، وسنقف حتى يُسقطونا، لأننا نعلم أن المرأة التي تحمي أرضها وأبناءها، تستحق أن نحميها نحن جميعًا.

ولأجلكِ… لن نصمت، ولو صمت العالم كله.

الشيخة: زينب سعد بوه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى