حتى لا ننسى
أخر الأخبار

الفتاة الموريتانية… جندية العقيدة في معركة غزة

ليست غزة مكانا جغرافيا فقط، بل هي عنوان الصمود، وميدان من ميادين الصراع بين الحق والباطل، وهي في قلب الأمة الإسلامية منذ أن بارك الله أرضها وربطها بمسرى نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم. وإن من أعظم البشائر أن تتقد قلوب بنات الإسلام في كل مكان بنصرة غزة، لا سيّما في أرض الشناقطة، أرض العلماء والمرابطين، حيث وُلدت الفتاة الموريتانية على حب الدين، وفُطِرت على نصرة قضاياه.

 

إن الواجب الشرعي والإنساني يُنادي الفتاة الموريتانية اليوم، لتكون فاعلةً في نصرة هذه القضية الفلسطينية الخالدة، بالفعل والقول والموقف، والرؤية الطويلة الممتدة. فغزة ليست معركةً آنية، بل هي معركة أجيال، تحتاج إلى جيل واعٍ يحمل همّها كما يحمل القرآن، ويعيش نبضها كما يعيش صلاته.

 

قال الله تعالى: “وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا»

(النساء: 75).”، وهذه الآية لا تُخاطب الرجال فقط، بل كل من آمن بالله ورسوله، والفتاة المؤمنة مأمورة بالجهاد بما تملك: بالكلمة، بالدعاء، بالتربية، بالعلم، بالإعلام، بالتضحية، وبصناعة الرأي العام. كل ذلك جهاد، إن صَحّت فيه النية، وكان لله.

 

الفتاة الموريتانية ليست أقل شأناً من نِساء فلسطين اللاتي يصنعن المجد بالصبر والثبات، بل إن عليها مسؤولية مضاعفة: أن تكون في أمنها وعلمها وقوتها الإعلامية والرمزية جسرًا يوصل صوت غزة إلى العالم، وأن تتحرك من منطلق عقيدتها لا مجرد عاطفتها. فهذه القضية ليست موسمية، بل هي محور من محاور الاصطفاف بين من ينصر الحق، ومن يتقاعس عنه وتجل من تجليات الصر اع بين الحق والباطل.

 

وفي زمن سلاحه الإعلام والدعوة والثقافة، فإن الفتاة الموريتانية تمتلك مفاتيح النصر الناعم:

 

١. التبرع المالي والحث عليه:

إن الدعم المادي لفلسطين ليس خياراً هامشياً، بل هو جهاد في سبيل الله و نصرة المستضعفين، خاصة في ظل الحصار الخانق والظروف المعيشية القاسية التي يمر بها أهلنا في غزة والضفة. وعلى الفتاة الموريتانية أن تكون في طليعة المتبرعين، والمحفزين على البذل، مهما قلّ.

بل وتتحول إلى صوت مؤثر يدعو الآخرين للعطاء، سواء في محيطها الأسري، أو من خلال الحملات التضامنية، أو عبر وسائل التواصل التي باتت منابر دعوة ونضال.

 

٢. التحفيز المجتمعي والتأثير الإيجابي:

الفتاة قادرة أن تحرك المجتمع برمّته حين تقتنع بفكرة وتؤمن بها. ويكفي أن تؤمن أن الوقوف مع فلسطين ليس موقفاً سياسياً آنياً، بل واجب ديني وأخلاقي، لتبدأ مسيرتها في التأثير في من حولها:

من خلال كلماتها، وأعمالها، ومبادراتها. من خلال المدارس والجامعات والمساجد، ومن خلال الكتابة، والشعر، والفن، وكل أدوات التعبير التي تحمل رسالة وهدفاً.

هي لسان الشعب حين يصمت الإعلام، وهي نبض الأمة حين يضعف الصوت الرسمي.

٣. توريث القضية للأجيال:

لا بقاء للقضايا العادلة إن لم تُورّث، وإن لم تعش في ضمير الأجيال القادمة. وهنا، يكون على الفتاة دور عظيم، فهي الأم والمربية والمعلّمة.

عليها أن تُنشئ أبناءها على حب الأقصى، أن تحكي لهم عن المجاهدين، وأن تزرع فيهم أن فلسطين ليست مجرد أرض بعيدة، بل جزء من هويتنا، وعقيدتنا، وماضينا ومستقبلنا.

 

إن الدور الحقيقي لم يبدأ بعد، وما قُدّم لغزة ما زال أقل من الواجب، وما ينتظر الفتاة الموريتانية أعظم، فهي اليوم تُعدّ، وتُربّى، وتُكوّن، لتكون قائدة فكرٍ، وصانعة موقف، ومربية جيل سيحمل راية النصر إن شاء الله.

 

فيا بنات موريتانيا… لا تكتفين بالتفاعل اللحظي، بل اجعلن من غزة منهج حياة، وأيقظن في أنفسكن العزة الإيمانية، وأعدن العهد مع الله أن تكنّ جنديات في جيش العقيدة، فمن فلسطين يبدأ الطريق، وإلى الأقصى تتجه البوصلة، ولن يخذل الله من نصره.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}**

[سورة محمد، الآية: 7]

بقلم : المفتشة عائشة محمد آحمد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى