بنت التقي:بعض الفاسدين في الشرطة لا يريدون للمدمن الإقلاع ولا للمجرم التوبة
قالت النائبة البرلمانية زينب من التقي خلال مداخلة لها خلال نقاش عمل الحكومة أن المخدرات تنتشر في صفوف الشباب و المراهقين بمختلف شرائحهم مضيفة أن جل من يقوم بعمليات السطو المسلح و الحرابة هم مدمنو مخدرات و يكونون في حالة غياب تام للوعي حين ارتكبوا جرائمهم
و قالت من منت التقي إن بعض الفاسدين من رجال الشرطة التي تحارب الآفة يقتاتون على معاناة مرضى المخدرات ولا يريدون للمدمن الإقلاع ولا للمجرم التوبة حسب وصفها
وربطت بنت التقي انتشار المخدرات بتردي التعليم متسائلة كيف لمعلم مكدود أن يغطي تكاليف دراسة أبنائه و علاجهم وغذائهم فضلا عن القيام بدوره التربوي ويستجيبَ لاكراهات شركتي الماء والكهرباء بذلك الراتب الهزيل
وقالت بنت التقي إن محاكمة المفسدين والمتورطين في افساد البلد هو إنتظار من اكبر إنتظارات الشعب ورهان من ابرز رهاناته، لكن اعتقادا تشكل لدى المواطنين أخيرا بوجود انتقائية و تمييز مبينة أنه في الوقت الذي تم تفريغ و إقالة اشخاص بعينهم لإدارة ملفاتهم امام القضاء تم الابقاء على آخرين يسيرون المقدرات الضخمة ويملكون أدوات السلطة الضاغطة كما تقول
وهذا هو نص المداخلة :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
مرحبا سيدي الرئيس و زملائي النواب مرحبا السيد الوزير الاول و اعضاء حكومتكم المحترمين .
السادة الأفاضل
ربما وأنتم ترسمون السياسات لم تركزوا بما فيه الكفاية على بعض الجزئيات التي تعتبر مكمن خطر و موضع ألم لدى المواطنين.
فمثلا لم ألحظ التركيز خلال السنة الماضية على مشكل يعتبر مصدرا لمشاكل كثيرة وهو انتشار المخدرات في صفوف الشباب و المراهقين بمختلف شرائحهم حيث انتشر تعاطي حبوب الهلوسة والأصباغ والمازوت .
ان جل من يُقبض عليهم في عمليات السطو المسلح والتلصص والحرابة هم مدمنو مخدرات ويكونون في حالة غياب تام للوعي حين ارتكبوا جرائمهم والمفارقة انهم انما ارتكبوا الجرائم ليزيدوا من كمية السموم التي بأيديهم والتي يعتزمون توزيعها على أصدقائهم في عالم الليل والجريمة وترويع الآمنين..
لقد لاحظت كغيري غياب سياسة ناجعة في هذا المجال..فأين هي الاحصائيات؟ وأين خارطة انتشار هذه السموم وأين المراكز العلاجية التي تعين المتعاطين على الاقلاع؟ وأين الاصلاحيات بعد ذلك.
عندما يضطر بعض المواطنين بجهود ذاتية لعلاج أبنائهم من الادمان في دول الجوار وأوروبا و يعودون وقد أقلعوا نسبيا لا يعترف بعض رجال الشرطة وأقول بعض ،فيشرعوا في ابتزازهم..نعم بعض الفاسدين من رجال الشرطة التي تحارب الآفة يقتاتون على معاناة مرضى المخدرات ولايريدون للمدمن الاقلاع ولا للمجرم التوبة، تنتشر الجريمة وتكتظ السجون وللأسف لاوجود لمراكز اعادة التأهيل أو الاصلاحيات بالمعنى الحقيقي ..
و للأمر علاقة واضحة بتردي التعليم وبالتنشئة الاجتماعية،فأين المدرسة الجمهورية التي درس فيها جلكم والتي أنجبت أجيالا هم اليوم أطر البلاد وقادتها..ابناء الوزراء والنواب ورجال الأعمال أبناؤنا جميعا أين يدرسون اليوم؟ يدرسون في مدارس نظيفة نسبيا،و آمنة نسبيا لأننا ندفع أكثر، ولأننا قادرون على ذلك، لكن ماذا عن أبناء الملايين من عامة الشعب أقصد الملايين من الذين أوصلتنا أصواتُهم المبحوحة من فرط المعاناة الى مركز القرار فلم نحقق أحلامهم أبدا؟
سادتي هل تعتقدون بأن أبناءنا بعد عقد من الزمن مثلا سيكونون منسجمين فيما بينهم، وهم من درسوا مناهج شتى وفي ظروف متباينة..ولن يكون الإنسجام المجتمعي مالم نركز على اعادة بناء المدرسة الجمهورية التي ستعيد العلاقات الطبيعية الى سالف عهدها وستكون سدا منيعا أمام الأحقاد والضغائن والفرقة ورواج خطاب الشقاق بين أبناء اليوم رجال المستقبل.. وفي نهاية هذه الفقرة أشدد على ضرورة إنصاف مقدمي خدمات التعليم و كل التصنيفات ضمن طواقم التدريس
سيدي الوزير الأول نحتاج لخطوات تخلق واقعا بدل الشعارات واقعا يجسد مطلبنا الوجودي في بناء المدرسة العمومية الجامعة اللائقة التي تُدرِس وفق مناهجنا وليس وفق مناهجَ تعددت حتى أصبحت كالوجبات السريعة.كيف يعقل أن نبني وطنا ونتحدَ و ننسجم وبعض إبناءنا يفكرون و منذ الحضانة بعقل فرنسي أو أمريكي دون تمحيص وبتكاليف مزعجة ومربكة، فيما آخرون يذهبون الى مدارس لامعلمينَ فيها ولاطباشيرَ ولامقاعدَ ولامناهجَ حتى.
ينضاف للمُلِمَّين السابقين مشكلُ الغلاء في الأسعار فالشعب لايريد مهدئات تمنح له بين الفينة والأخرى وانما يريد سياسة مُحكمة تضع حدا لحرية سلبية يتباهي بها التاجرُ غير السمح والموردين حين يعاقبون المستهلك عندما يتم السعي لإلزامهم بالقانون
..وبسؤال بسيط كيف تريد معالي الوزير الأول لمعلم مكدود أن يغطي تكاليف
دراسة أبنائه و علاجهم وغذائهم فضلا عن القيام بدوره التربوي ويستجيبَ لاكراهات شركتي الماء والكهرباء بذلك الراتب الهزيل الذي لايسمن شركة الكهرباء من مسغبتها الأبدية ولايغني باعة الماء من جُباة شركة الماء.
السادة الوزراء إن الحلول الناجعة الجادة العازمة هي وحدها التي تخلق إكتفاءا ذاتيا يجعل الشعب يتناولَ أرز موريتانيا وقمحها وخضرواتها ونعالجُ أبناءنا هنا بأدوية كاميك وليس في الخارج وبأدوية يُسِرُ بعضنا للبعض بأنها وحدها الشافية والآمنة، لو فعلنا ذلك واكتوينا بتجسيد الوطنية في يومياتنا وعندما نعجز عن خلق ذلك الواقع فليس من الوارد الحديث عن الإنجازات .
سيدي الوزير الإنجاز الحقيقي هو إختفاء القنينات الصفرا عنوان العطش و تتوفر مرافقنا الصحية على كفاءة تمكنها من رحمة المريض و التخفيف من ألمه لا زيادته ألما ومشقة عندما يتوجه لتلك المرافق المتهالكة و الطواقم العاملة في ظروف إستثنائية و من الإنجازات الحقيقية أن تنجزو شبكة صرف صحي بمواصفات عصرية
سيدي الوزير لا يكون الإنجاز بالإرتجالية و هنا أطالب بالتريت بخصوص ما يعرف بطب كوبا و التركيز إضافة مرفق جديد لا الإضرار بتجربة قائمة .
وفي موضوع آخر يعتبره المواطنون معركتهم الوجودية أقول
إن محاكمة المفسدين والمتورطين في افساد البلد هو إنتظار من اكبر إنتظارات الشعب ورهان من ابرز رهاناته، لكن اعتقادا تشكل لدى المواطنين أخيرا بوجود انتقائية و تمييز ففي الوقت الذي تم تفريغ و إقالة اشخاص بعينهم لإدارة ملفاتهم امام القضاء و كما قلتم سيدي الوزير الأول في أولي خرجاتكم لكنكم في نفس الوقت و في إنتقائية صارخة ابقيتم على آخرين يسيرون المقدرات الضخمة تركتم ادوات السلطة الضاغطة بايديهم مماقد يعيدنا لمربع اللامساءلة والافلات من العقاب والا كيف تفسرون وجود بعض المشمولين في الملفات معنا اليوم ضمن الطاقم التنفيذي ؟؟ ،
سيدي الوزير السلطة باتت متهمة بغض الطرف عن أكبر ملف للنصب للإحتيال شرد كثيرين و دمر سوق العقار و أضر بالإقتصاد أيما إضرار ألا و هو مشكل دائني الشيخ الرضى في الوقت الذي كان عليكم على الأقل ان تخلوا بينهم و القضاء تمترستم أمام الجناة و من وراء الجرم
و نتمنى أن يحافظ أعضاء المحكمة السامية -حين تكون- على حياد يمليه عليهم تكليفهم من قبل الشعب بتتبع أمواله وممتلكاته التى نهبت و تم تبديدها و لا تزال
فالوضع بهذا الخصوص و بصفة عامة سادتي الكرام موجعٌ ومقلقْ
فان بادرتم باصلاحات عاجلة وتركتم الحلول الترقيعية و حفظتم كرامة الإنسان و عالجتم مخالفات مظالم التاريخ و حميتم ثروة الشعب الفقير فقد أفلحتم وان لم تفعلوا فعلى الوطن وأمانه ورخائه السلام.
والسلام .