آراء

بين يدي العيد

الذي خلق وهو اللطيف الخبير عليم بالنفس البشرية وما يصلحها ويعينها على المسير, من هنا كانت لفتة الإسلام بمنحة العيد وما يعنيه ذلك من فرح وسرور , وما تحيل إليه تلك المناسبة من سعادة وبهجة في القلوب.

فعيد الأضحى منحة من الله للمسلمين يعبرون فيها عن حمدهم وشكرهم على نعمه وآلائه التي لا تحصى وقد خصه بشعائر ينبغي تعظيمها كإحياء ليلة العيد بالعبادة والتقرب إلى الله بالدعاء, وكذلك صلاة العيدين وما تحمل من معاني التآلف والإخاء والتسامح وذبح الأضاحي لمن استطاع إليه سبيلا, إظهارا لنعم الله وإطعاما للبائس والفقير, مع مواصلة الذكر بالحمد والتكبير والتقديس

والعيد مناسبة لفعل الخيرات وحب المساكين وزيارة ذوي القربى, إلا أن تخليده أصبح يتخذ أشكالا أخرى أفرغته من أهدافه الكبرى وحشرته في دائرة التفاخر والتكاثر بالأموال والإسراف والتبذير إلى درجة غابت فيها السيطرة على الإنفاق وأدخلت الأسرة في أوحال الدين  ومشاكل الحياة, كما أن مظاهر الاحتفال به أصبح يشوبها الكثير من الانحراف والخروج على قيم الإسلام الصحيحة ناهيك عن خلوها من العبادية وفعلها بنية الطاعة, مما جعل العيد يأتي ويعود دون أن تتزود منه النفوس أو تحيى به القلوب .

ولكن بأية حال عدت يا عيد, وكيف خرجت بين  أنات الثكالى وصيحات المستغيثين , ومن حررك من قيود الأسرى والمعتقلين .

 لنا الحق أن نتساءل ونحن نحتفل بك ونفرح بقدومك, بينما يعيش أخوتنا المسلمون في فلسطين  وغيرها حياة القتل والتشريد والاحتلال!. وإن سمحنا لأنفسنا بتخليدك وأنت.عبادة فلنخلدك بما يرضي الله فالله لا يعبد إلا بما شرع . 

الكاتبة:نسيبة محمد حميا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى