العرف كالشرع ما لم يخالفه قاعدة أصولية قديمة واستخدمها مجتمعنا كثيرا فبررت كثيرا من أفعالنا ومكنتنا من تفادي الشعور بالذنب كلما راودنا خاطر بأنما نقوم به مخالف للشرع فنبرره بقولنا “جار بيه العرف” لتختفي مع الزمن العادة كالشرع ما لم تخالفه ويحل محلها الشرع كالعرف ما لم يخالفه فإن خالفه فالعرف أولي أن يتبع .امرأة تتزوج وتجمعت النساء حولها لتجهيزها ألفت الانتباه إلى أن ملحفتها شفافة لكن الحاضرات وقعن لها إشارة المرور بقولهن ” ملحفة لعروص “ويمكن أن تذهب بها بعد ذلك دخل أصحاب العريس أمسك بها أحدهم من ذراعها وأخرجها أمامنا إلى حيث ينتظر العريس لا تعليق ولاستهجان ولا تغيير للمنكر بل فرحة وزغاريد وبطولة لأصحاب العريس تساءلت أين ديننا وقيمنا أجابتني إحدى النساء :”جار بيه العرف”
فتيات في عمر الزهور في حفل كبير يتنافسن في المكيا ج و أتباع صيحات الموضة يرقصن ويتمايلن على أنغام الموسيقى في أكبر القاعات وأمام كل الكاميرات فأصبحن سلعة لمحلات الفيديوا التي تتاجر بأفلام المناسبات في جميع أنحاء العالم لفتت انتباه إحدى الأمهات مرة بقولي أن الرقصات الشرقيات يتقاضين أجورا كثيرة على الرقص وبناتنا يرقصن مجانا فلم لا يأخذن مقابلا علي الرقص أيها الأمهات المحافظات ؟! فأجابتني الأم الفاضلة وهي تنظر بزهو إلي بنتها وهي ترقص البنت يجب أن ترقص في المناسبات لكي تفوز “براص النعامة ” وتجذب انتباه كل من يشاهدها مباشرة أوعبر الأفلام أو كاميرات الجوال سألتها هل هذا يجوز فأجابتني “جاربيه العرف” فإلى أين سيأخذنا هذا العرف ومتى سنستفيق من هذا السبات العميق ونفهم التحولات الجذرية التي يشهدها مجتمعنا الذي انتقل فجأة دون سابق إنذار من البداوة المطلقة إلي المدينة ….
ومتى سنفهم العرف علي حقيقته ونوظفه لصالح هويتنا وديننا وقيمنا ؟ليس هذا من شأني ولا يجب أن أسأل عنه لماذا ؟ لآن هذا “جار بيه العرف”.
نزهة الفاضلية
