التربية فن
أخر الأخبار

وقودك الإيمان… ووجهتك النجاح

تمثل المسابقات العلمية أو الوظيفية ميدانًا للتنافس الشريف، ومجالًا لتفعيل الطاقات، وتنمية القدرات، وإثبات الكفاءة. وإنّ التحضير الجاد لها يعبّر عن إدراك قيمة العمل والاجتهاد، وهو ما يشيد به الإسلام ويجعل له أجرًا ومكانة.

فيما يلي مجموعة من النصائح التربوية للتحضير للمسابقات:

1. استحضار النية الصالحة: العلم عبادة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى” (رواه البخاري ومسلم).

قبل أن تبدأ رحلتك في التحضير، ضع نية صالحة لما تسعى إليه:
هل تنوي بذلك خدمة أمتك؟
هل تريد أن تنال رزقًا حلالًا تعفّ به نفسك؟
هل ترجو أن ترفع الجهل عن نفسك وتفيد غيرك؟

حين تتحوّل المسابقة من مجرد وسيلة دنيوية إلى غاية أخروية جزئية، يتضاعف الجهد ويُبارك في الوقت، ويصير السعي ذاته عبادة.

2. طلب التوفيق من الله مع الأخذ بالأسباب

قال تعالى: “وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب” (هود: 88). فالتوكل لا يعني ترك العمل، بل هو الاعتماد على الله مع الأخذ بكامل الأسباب٬ فادعُ الله في صلاتك، وقل: “ربّ زدني علمًا” (طه: 114) و”اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً”٬ ثم ابذل جهدك الكامل في المذاكرة والمراجعة والتنظيم.

3. التخطيط والانضباط: من هدي النبوة

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز” (رواه مسلم)٬ فالحرص على ما ينفع يقتضي:

* وضع جدول يومي واقعي.
* تحديد الأولويات.
* معرفة نمط الأسئلة والمواضيع المطلوبة.

وتأمل كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته وأعماله يرتب الصفوف، ويخطط، ويستشير. فالتخطيط لا ينافي التوكل، بل يعززه.

4. الصبر والمثابرة: خلق الأنبياء والعلماء

قال تعالى: “فاصبر إن وعد الله حق” (الروم: 60)٬ فالتحضير للمسابقات رحلة طويلة، وفيها فتور وتعب، لكن التميز لا يُنال براحة الأبدان.
استحضر حال السلف:

* كيف كان الإمام الشافعي يدرس تحت السراج حتى الفجر.
* وكيف كان العلماء يسافرون لأجل حديث واحد.

اجعل شعارك: “ومن يتصبر يصبّره الله”.

5. الحذر من المقارنة السلبية واليأس

قال تعالى: “ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض” (النساء: 32)٬ لكل إنسان طاقته، فلا تظلم نفسك بالمقارنة مع الآخرين، ولا تيأس إن تعثرت٬ اليأس مرفوض شرعًا، فالله يقول: “إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون” (يوسف: 87). وثق بأنك إن أخلصت النية وبذلت السبب، فلن يضيع عملك.

6. الاستغفار ودوام الطاعة: مفاتيح التوفيق

قال نوح عليه السلام لقومه: “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا، يرسل السماء عليكم مدرارًا، ويمددكم بأموال وبنين…” (نوح: 10-12). فالاستغفار مفتاح الرزق والنجاح٬ أكثر منه، وداوم على صلواتك، وخصّ الفجر منها، فهي بركة يومك.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم بارك لأمتي في بكورها” (رواه أحمد).

وفي الختام، فإن التحضير للمسابقات ليس مجرد استعداد لمرحلة عابرة، بل هو بناء لشخصية متزنة، تتزود بالإيمان، وتتقوّى بالعلم، وتتسلح بالأخلاق والانضباط. إنها فرصة لتعلّم الصبر، وتعميق التوكل، وتزكية النية، وتثبيت القيم في قلب المتعلم.

تذكّر دائمًا أن النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بنتائج تُعلن أو شهادات تُمنح، بل يُقاس بمدى قربك من الله، وصدقك في السعي، واستقامتك في الطريق. فإذا اجتمعت النية الصادقة، والعزيمة الجادة، والاستعانة بالله، فلا تخشَ العقبات، ولا تهبِ المنافسة، فـ{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} \[النحل: 128].

سر على بركة الله، واجعل خطواتك نورًا، وجهدك عبادة، وثقتك به زادك في الطريق.

المفتشة: عائشة محمد أحمد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى