الأطفال في رمضان
رمضان هو شهر تغذية الروح بشكل قوي، من خلال صيام أيامه وقيام لياليه. ومن المناسب فيه أن نضع لأنفسنا أهدافاً ونسعى من خلالها إلى إصلاح نفوسنا من الداخل٬ بالدعاء وتلاوة القرآن بقدر ما نستطيع وألا ندخر جهدا لجعله شهراً روحياً وربانيا.
ينبغي كذلك أن نتذكر أيضاً أنّ للأطفال حقاً فيه٬ فإن لم يكن بالصيام فمن خلال زرع المفاهيم الصحيحة والتعاليم الإسلاميّة بأسلوب محبّب يجعلهم يألفون هذا الشهر العظيم فتعلق في أذهانهم الذكريات الجميلة ويتشوّقون لاستقباله.
وهذه بعض الطرق السهلة التي تحقق بعض الأهداف وتجعل من رمضان أكثر متعة للأطفال
الصلاة معا :
إنّ الصلاة مع الأطفال كأسرة واحدة هو من الأمور المهمّة جدّاً التي تزرع فيهم حبّ هذه الفريضة الأساسيّة في حياتهم.
الدعاء معا :
الحرص على قضاء وقت إضافيّ في نهاية كلّ صلاة للدعاء وتشجيع الأطفال على سؤال المولى سبحانه ما يريدون – حتى لو كانت أموراً مضحكة كالألعاب والحلوى– سيساعدهم ذلك حتماً على تسليط الضوء على أهمية وقوة الدعاء في هذا الشهر٬ وفي الهدي النبوي الشريف حض على جعل للبيت نصيبا من صلاة النافلة ولا يخفى التأثير الكبير الذي سينتج عن تعوّد رؤية الأطفال لوالديهم وهم يصلّون.
ويمكن أيضاً اصطحاب الأطفال الأكبر سنّا للمسجد وإشراكهم ولو لبضعة أيّام في صلاة التراويح كي يترسّخ في نفوسهم مفهوم الصلاة الجامعة ويشاهدون ما تدلّ عليها من نظام وتناسق.
المشاركة في اختيار الفطور:
من الأمور التي يحبّها الأولاد أن تسمحي لهم باختيار طعامهم المفضّل كي يجلسوا على مائدة الإفطار ويتلذذوا به.
ويمكن للأم أن تستغل هذا الشغف لتزرع في أطفالها العادات الصحيّة في اختيار الطعام، فإذا كانوا يريدون الحلوى مثلاً قومي بإعطائهم خياراً من صنفين من الفواكه بدلاً من ذلك مثل البرتقال أو البطيخ. بهذه الطريقة، يمكنهم أن يتعلموا اختيار الأطعمة الصحية في الإفطار، وفي نفس الوقت يشعرون بأنّهم قد أخذوا فرصة المساهمة في إعداد المائدة الرمضانيّة.
ومن الأمور التي ينبغي عدم الغفلة عنها الحذر من توجيه رسائل سلبيّة ومتناقضة للطفل دون أن يقصد ذلك، ويحصل ذلك من خلال الإسراف في تحضير أصناف الطعام إلى درجة رمي ما يبقى منها في القمامة ثمّ القول للأطفال بانّ شهر رمضان هو للإحساس بالفقراء والتضامن مع جوعهم وعطشهم.
تحديد أهداف:
من المفيد استغلال شهر رمضان لترسيخ مفهوم تحديد الأهداف وتطبيقها عند الأولاد. وتساعد طبيعة الشهر الكريم وانتظام أعماله – بسبب ارتباط أغلبها بأوقات محدّدة- في سهولة تطبيق هذا الأمر. لذلك من المناسب للأطفال وضع أهداف صغيرة تناسب عمرهم ويمكنهم تحقيقها كي يكتسبوا الثقة بأنفسهم. على سبيل المثال، قراءة صفحة واحدة من القرآن الكريم كل يوم أو الدفع من جودة مستوى حفظهم أو الاستيقاظ للسحور مرتين في الأسبوع، بالإضافة إلى أنشطتهم الروتينيّة التي اعتادوا عليها.
ومن الأخطاء الفادحة التي تقع بها بعض الأمّهات ترك أطفالهم أمام التلفاز لساعات طويلة دون توجيه إلى ما ينفع أو رقابة والانغماس في أعمال الطبخ والتحضير٬ إنّ فعل ذلك يتنافى مع روح الصيام التي ينبغي أن يدركوها وهي الإكثار من ذكر الله وأن معنى الصوم هو التغلب على هوى النفس ووسوسة الشيطان.
منقول بتصرف