لتجدن أشد معول لهدم الأسرة الموريتانية ما تعود عليه المجتمع من تدخل سافر في خصوصيتها يسمح فيه لكل من هب ودب بتحديد مصيرها وإشاعة أسرارها وتجريم ذلك الطرف أو ذاك دون أن يدرك أنه ربما يهوي بحديثه
سبعين خريفا في النار.
ويجد بعض الناس متعتهم في بث بذور الخلاف بين الأسر انطلاقا من زرع العداوة بينهم عن طريق الخيانة تارة أو عدم الاهتمام تارة أخرى٬ وتساعد التربية الاجتماعية القائمة أصلا على عدم الاكتراث بتلك العلاقة الأسرية أو الحرص عليها في ذلك٬ فيلوي الطرفان أو أحدهما على تلك الشائعات أو الاتهامات لتصبح الأسرة قفص اتهام وقاعة خصام تغيب فيها روح المودة وظل الرحمة إلا رحمة المجتمع الذي ينصب نفسه حكما.
فيمنع المرأة من اتخاذ قرارها مستقلة٬ كما يشجع الرجل على التخلي عن المسؤوليات٬ وبين طرفي النقيض يتيه الأطفال بحثا عن حبل متين كانوا يتمسكون به وحنان كانوا يعيشون في كنفه..
إن العلاقة علاقة عظيمة حفت بالتكريم٬ ووصفت بالميثاق الغليظ٬ وإن أوجب ما يجب على المجتمع هو احترام خصوصيتها وترك التقرير فيها لأصحاب الشأن وهما الزوجان إلا إذا خيف الشقاق فيكون التدخل لإصلاح البين وليس لتعميق الخلاف.
بقلم: عيشة النانه سيد المختار