آراء

الأسرة في ظل قانون النوع

د المفيدة سيدي المختار

تقوم فلسفة هذا القانون على تجسيد الأسرة و افرغها من مضامينها بل إنها تحول مفهوم الحياة الاجتماعية إلى صراعات بين الرجل والمرأة ينطلق من مفهوم الجندر والتنوع الاجتماعي الذي يعتبر أن المجتمع هو من يحدد للجنسين  الأدوار  الاجتماعية والقيم التي وتتغير وفق الزمان والمكان.  

هذا المفهوم صنف الأسر إلي أنواع متعددة لا يشترط أن يكون طرفاها رجل وامرأة دائما حيث أورد  كتاب الأسرة  وتحديات المستقبل  من مطبوعات الأمم المتحدة  أنه يمكن تصنيف الأسر شكلا ونمطا كما أكدت تقرير لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة 2004 اعترفا رسميا بالشواذ وحماية حقوقهم والسعي رسميا لقبولهم في المجتمع وعدا ذلك التعبير عن المشاعر ودعم تعليم الممارسة الجنسية بمختلف أشكالها.

كما يهدف هذا القانون إلى التقليل من شأن المرأة و قيمتها حيث أنكروا غريزة  الأمومة واعتبروها دورا اجتماعيا قابلا للتغيير تقول عالمة الاجتماع سيمون : إن الأمومة خرافة ولا توجد هناك غريزة للأمومة وإنما ثقافة المجتمع هي التي تصنع هذه الغريزة ولهذا نجد إن الأمومة تعتبر وظيفة اجتماعية

كما يسعى هذا القانون إلى التسوية بين الجنسين باعتبار الفروق  وظائف اجتماعية و ليست حقائق بيوبوجية

هذه القوانين كذلك تفكك الأسر وتنشر ثقافة الانحلال عن طريق ما يعرف بالتربية الجنسية وإدماج تلك المصطلحات في البرامج المدرسية

ويمكن رصد التأثيرات البينة على الأسرة من خلال النقاط التالية :

1ـ التعريف الفضفاض والمبهم للعنف الذي يفقد الأسرة بوصلتها حين تحتاج البنت إلى من يحميها من أبيها والزوجة إلى من يحميها من زوجها

2ـ تحويل الأسرة إلى حلبة صراع لا مسؤول فيها ولا قوامة ولا ولاية

3ـ مجتمع يزخر بالاتهامات والتخابر وإشاعة الفاحشة

4- تدخل المنظمات المشبوهة في خصوصيات الأسرة و أسرار الحياة الزوجية وبين الأبناء وآبائهم

أما ما سينجم عن ذلك فهي حياة اجتماعية وأسرية مقطعة الأوصال و الأرحام وما حال الغرب عنا ببعيد  نتيجة تلك الفوضى الأخلاقية حيث وصلت نسبة الأطفال خارج الزواج 47 في المائة إلى جانب انفصام العرى في تلك المجتمعات فلا أبوة و لا بنوة ولا زواج عفيف

إن هذه القوانين تتلاعب بالمصطلحات وترسم ملامح حياة اجتماعية مخالفة للحياة الإسلامية النقية المتماسكة لتحول المجتمع إلى بيئة مفككة متصارعة تنتشر فيها الجريمة والمنكر من القول والفعل.

كما أن وجود هذه القوانين يسمح ببناء ثقافة اجتماعية جديدة على المجتمع تنشئ جيلا لا علاقة له بدينه ولا مجتمعه وإنما يبحث عن وهم حرية كسراب بقيعة لا يؤمن بسلطة لوالدين ولاحق لزوج ولا  لرحم وعندها تفقد الأسرة معناها وينتشر الطلاق وتنهار المنظومة الأخلاقية فلا تسأل عن حال المجتمع فالأمم الأخلاق ما بقيت

د  المفيدة سيد المختار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى