ثقافة وأدبعالم المرأة

الحصير الموريتاني

 

تحدثنا عن الخيمة الموريتانية ليقودنا الحديث عن المفروشات الفاخرة أنذاك والتي تسجل فيها المرأة رقما قياسيا في الإبداع بغية الاكتفاء الذاتي وسد الحاجات الضرورية داخل الأسرة مستمدة من بيئتها الطبيعية المواد الأولية ومن تعاليم جداتها الخبرة اليدوية فقد شكل الحصير ورشة العمل الثانية بعد صناعة الخيمة حيث كان عجز المرأة عن نسج الحصير يعد من بلادتها وقلة حنكتها.

ويستعمل في نسج الحصير أعواد الثمام “أم ركبه أو تشانت” حيث يتم تشذيب تلك الأعواد وصقلها وتمليسها لتكون جاهزة للنسيج “التسدية” ثم يؤخذ الجلد وقت سلخه من الشاة وتجعل فيه مواد مخمرة “أم اجلود” أو الصابون أوغسيل الأيدي ” ويترك 12 ساعة أو 24 ساعة حسب شدة الحر وتتم مراقبته حتى يكون صوفه قابلا للإزالة بسهولة “ينسلت” ثم يدبغ والدبغ يكون بجعل حبات القرظ  “الصلاحة” أو “ادباغ أو ورق التماد” و بعد 3 إلى 5 أيام يفرغ من الدباغ الأول ويجعل فيه الدبغ مع القليل من اللبن ويسمى “لكصير” لمدة يوم أو يومين بعدها يفرغ ويدهن بالزبد حتى يكون لينا ومرنا ثم تصنع منه خيوط جلدية “اسيور” ليبدأ بعد ذلك النسيج “التسدية” وتختلف طريقة النسج حسب نوع العود المستعمل

فبالنسبة ل”أم ركبة”:تبدأ بعودين ويبدأ العمل فيها من طرفها بعد تصفيف الأعواد الرأس الغليظ مع الرأس الرقيق حتى يتم التوازن ثم تجعل 6 سيور متراصة ليس بينها فراغ يضيق ويتسع حسب نوع الحصير  ثم يبدأ النسيج بسير مفرد يكون بينه وبين الذي يليه فراغ وبعد أن يأتي عدد من السيور المفردة تأتي 6  سيور متراصة ينصفها فراغ صغير وما بين السيور المتراصة في البداية و السيور المتراصة التي تليها يسمى “خيمة” وتسمى السيور الثلاثة “أشدوم” وهكذا “أشدوم” وخيمة حتى يبلغ “أشدومن” خمسة حتى إذا ما وصلنا إلى النهاية أي طرف الحصير تؤخذ عدة أعواد وتلف بالسيور حتى تكون على شكل عصا متوسطة الغلظ وينقسم الحصير إلى ثلاثة أنواع

ـ “لحصيرة الحمرة” وتكون موشاة كلها

ـ “احصيرة الظلعة” وفيها طرق من التوشية تتسع وتضيق حسب الذوق والإمكانيات

ـ حصير عادي يحتوي على 5 “أشدومن”

هذا بالنسبة للحصير المصنوع من أعواد الثمام أما ما كان منه مصنوعا من الجريد فيؤخذ عودا عودا ويبدأ العمل فيه من الوسط بدل الطرف ويستعمل في هذه العملية

ـ أوتار يشد بها الجانبين حتى يكون شديد الانبساط وموسى وإشفاء “لشف” قرن معزاة الوحش وبهذين الأخيرين تسوى السيور وتركب الأعواد وبعد أن يكتمل عرض الحصير يؤخذ الموسى وتقص به الأعواد حتى تكون متساوية الطول وبما أن الجانب الأخير مقصوص فهو ليس كالأول الذي بدأ برأس “ثومة” العودين وبالتالي يسهل فسخ السيور منه وتحتاج إلى ما يعرف ب”الكيد” وهو نسيج يعمل على ربط السيور الست الطرفية بالسيور المفردة

ثم يتم بعد ذلك التلوين ويكتمل العمل.  

مريم عبد الوهاب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى