ثقافة وأدب

دمع الأحبة

 

الشاعر: أحمد عبد الوهاب

ما زلت أحمل في الأحشاء قافــية        دمعَ الأحبة لم تكتب ولـــــــــم تقلِ

موالَ حزنيَ في الأعماق ديدنـها         من عهد داود لم تبعث بــــه رسلي

عام أهدهد فيه الحزن أســــــأله:        كفكف دموعك في الأحشاء والمقل

عام من التيه ما زلنا نصـــــــــارعه         لحــنا من البوح في طود من الأمل

لا دفئ بعدك يا أماه يحضــــــنني       شاخ الفؤاد بما يلقاه من جــــــــــلل

لا حزن بعدك يا أماه يسكنــــــــني        لي عالم الصــمت والأحلام والمثل

فلتنثري لغة الأحلام قـــــــــــــافية        بكرا تناجي بقايا الصمـــــت والملل

ولتبصري في شفاه الحزن أســئلة      من دمع يعقوب ألقيها على مـــــهل

 

لا هم بعدك لي تيهي وأسئــــلتي                في عالم الدفء والأحضــان والقبل

كنا صغارا مياه الدمع تغسل مــــــا                قد يصــــفع القلب من هم ومن علل

نغازل الطيف في أوتار قـــــــــــافية                فيها اليواقــــيت من مدح ومن غزل

لا شيء بعدك لا طفل ولا عـــــرس               سوى وليد بأرض السفح والجبـــــل

بعض الشجون وبعض الضيق يجمعنا             والحمد لله.. أن الكل في شـــــــــغل

لا شيء بعدك لي صمتي وأخيلتي              وها هو الحزن يسعى بي إلى أجــلي

ودمعة القدس ما زالت تؤرقنــــي                   وجرح بغداد جرح غير مندمـــــــل

ورغم ما كان ما زلنا على ثقــــة                    والحمد لله أن الأرض لم تــــــــــمل

يصادر الحزنُ منا مــــا نعيش له                   إلا كرامتنا تعصى على هـــــــــــــبل

واليوم نبصر ما تشقى به حـــلب                    فنومئ الرأس من خوف ومن خجل

“وا ضيعة الأرض إن ظلت شوامخها             تهوى” ونقذفها بالدون والســــــــفل!

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى