آخر الأخبارارتق بروحكالتربية فن

العلاقة الزوجية.. فوضى واختلالات

للأسف البالغ تُعاني العلاقة الزوجية في مجتمعنا فوضى واختلالات خطيرة :شقاق، طلاق،ضياع أطفال—إلخ
فكيف حدد الكتاب العزيز معالم هذه العلاقة الخطيرة؟

١-مسالة الزواج ليست مجرد متعة أو شهوة فارغة و إنما هي ميثاق غليظ:
(وكيف تاخذونه وقد افضى بعضكم إلى بعض واخذن منكم ميثاقا غليظا”)

٢-لا يجوز التعدي ولا التجاوز لحدود هذه العلاقة الكريمة فهي من حدود الله تعالى:
(إلا ان يخافا ان لا يقيما “حدود الله” فإن خفتم ان لا يقيما “حدود الله” فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك “حدود الله” فلا تعتدوها ومن يتعد “حدود الله” فاولئك هم الظالمون)

٣- العلاقة علاقة رحمة وسكن نفسي يبنيان العفة ويوطدان العشرة بالمعروف:
(ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)
(وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)

٤- لكل من الزوجين حق وعليه حق:
(ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف)

٥- درجة الزوج المشار إليها بقوله تعالى: (وللرجال عليهن درجة) هي درجة يتنازل فيها الزوج عن بعض حقه عذرا للأنوثة وتماشيا مع مقتضيات المروءة والخلق الكريم وهو ما اختاره الطبري رحمه.الله تعالى، وحسبك به من إمام مفسر”

٦-يدرأ القرآن الكريم مخاطر الشقاق بين الزوجين بكل وسيلة تراب الصدع:
– (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما ان يصالحا بينهما صلحا والصلح خير)
– (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا)

٧- يمنع الكتاب العزيز أي إخراج للمرأة أو خروجها
بعد الطلاق العارض فالبيت بيتها كما هو بيت الزوج (لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا ان ياتين بفاحشة مبينة وتلك “حدود الله” ومن يتعد “حدود الله” فقد ظلم نفسه)

إن من حكمة منعها من الخروج:

سَدٌَ السبيل أمام أقارب الزوجين في التدخل فيما حدث بينهما وكثيرا ما افسد هذا التدخل اكثر مما اصلح’

-إضفاء ظلال من الستر على سمعة الزوجين التي قد تتضرر بانتشار خبر الطلاق

– البشارة بعودة الأمر إلى ماكان عليه: ( لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا’

٨- الولد لا يجوز ان يكون ضحية لما يحدث بين الزوجين من شقاق وطلاق:
ولعل ذلك السر في التعبير القرآني الرفيع: (والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده) فتكررت مشتقات الوالدية وعبر عن الزوج بالمولود له وعن الزوجات بالوالدات وعن الزوجة بالوالدة ،
فمهما يكن حال الزوجين من وفاق أو شقاق فالولد ولدهما لا يلحق به ضرر ولا ينبغى ان يكون الطلاق وسيلة لإضرار احد هما
بالآخر ،وكم ضاعت ذرية بسبب فصام أو شقاق ‘
والله تعالى اعلم

الشيخ: محمدن ولد المختار الحسن 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى