آراء

خديعة الفانية

تفاخرٌ وتكاثر زَهْوٌ ومرح لعبٌ ولهو تلكم هي حقيقة هذه الفانية التي تحدث عنها القرآن منذ أكثر من أربعة عشر قرنا وللأسف تطفو تلك المظاهر على السطح يوماً بعد يومٍ في مجتمعنا وتكاد تتجذر في الأعماق فما من مناسبة اجتماعية أو غيرها إلا ويطغى عليها عامل البذخ والترف والتوسع في المباح إلى حد كبير..

لا يعني الغنى والترف البذخ والسرف وإنما نعم المال الصالح للرجل الصالح ينفقه في شتى أوجه إنفاقه وما أكثرها..

وليس إنفاق الرجل بسخاء على أهله وزوجه وأرحامه ومحبيه وغيرهم ببذخ وإسراف مالم يتجاوز المعتاد – فما تجاوز حده كما يقال انقلب ضده- فالله يحب أن يرى أثر نعمته

 

على عبده وما ابن عوف وابن عفان عنا بمنأى عن ذلك

لكن مما عمت به البلوى وانتشرت  به الفوضى وسادت به الأعراف وللأسف في مجتمعنا-دون غيره- تلك المظاهر الزائفة التي يتمظهر بها البعض- على الرغم من فقره وحاجته للمال – في المناسبات الاجتماعية فتصرف فيها الأموال الطائلة وتقام فيها الحفلات ويزداد فيها السرف  بغير وجه حق الأمر الذي  يجعل المقصد الذي من أجله شُرع الزواج يكاد يكون معدوما فلا مودة ولا رحمة و لا سكينة ولا ألفة في أيام الزواج أو بعده كيف لا ولم تتم المراسيم إلا وقد أثقل كاهل  الأهالي والزوج بمصاريف  أقضت مضاجعهم ونكدت  عليهم صفو عيشهم لبرهةٍ من الزمن ..

وحتى إن كانت تلك المظاهر حقيقية وأصحابها قد من الله عليهم وجعلهم من أغنى خلقه فليكن الإنفاق على مناسباتهم إنفاقا متوسطا لا غلو فيه ولا تقصير لا إسراف فيه ولا تبذير.

أيضا قس على ذلك كل مظاهر الترف التي مُني بها مجتمعنا في مأكل ومشربٍ وملبسٍ ومقتنًى كالهواتف وما شاكلها وإلى الله المشتكى

ثم ليتذكر أولئك وغيرهم أن يجعلوا في أموالهم حقا للسائل والمعلوم ونصيبا لأسر ٍ هم ضحايا للفقر المدقع والمرض الشديد حسبَ واحد منهم لقيماتٌ يقيمُ بها أوده ويسد بها جوعته ودريهمات يشتري بها وصفة دواءه..

أيضا ليتذكر أولئك ولتتذكر أخي القارئ مع ازدياد حجم هؤلاءِ ممن لا يسئلون الناس إلحافا أن لا مكان للبذخ والسرف والتظاهر بالترف فلتنقذِ النفس   بمساعدتهم ولتتقي النار ولو بشق تمرة..

نزيهة سيد محمد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى