من تاريخ الأبطال في ذكرى الاستقلال
ولد سنة 1881م عاش (62 وأشهر )
من زعماء المقاومة الوطنية ، وصفه الطالب أخيار بن مامين في ترجمته «وكان عادلا مهيبا دينا محبا للخير مبغضا للظلم كثير الإحسان إلي الناس يدافع عن المستضعفين ، وقافا مع الحق نصّب قضاة في محلته، وكان يحب الصالحين ويكرم العلماء».
قاد معارك عديدة ضد الاستعمار الفرنسي.
أرسل من منطقته اترارزة وهو في المهد إلى أخواله في منطقة إنشيري فرارا به من شر الأعداء المتربصين بأهل بيته فنشأ وشب في كفالة أخواله وقد تدرب منذ الصغر علي قيم الفروسية فتفتقت مواهبه بسرعة وأبان عن قدرة خارقة علي الصبر والتحمل .
جاءت به أمه وهو رضيع إلي الشيخ ماء العينين عند “تشلة”أي جنوب فم “تيرس” قبل فطامه بقليل فأرضعته زوجة الشيخ ماء العينين مع ابنه الشيخ عبداتي .
وقد فد علي الشيخ ماء العينين مرتين خلال الحملة الجهادية وأعطاه بعض المأثورات ، ومما يحكى عنه أنه يقول (بايعت الشيخ ماء العينين علي الجهاد).
هو أمير الترارزة المعروف أحمد الديد بن محمد فال بن سيد بن محمد لحبيب بن أعمر بن المختار بن الشرقي بن اعلي شنظورة .
أمه: المامية بنت محمد ازناگي بن بارك الله بن اعلي بن أحمد الملقب أيده بن محمد بن لفظيل بن اللًبْ بن اشويخ.
عرف أحمد بولد الديد نسبة الي مرضعته ؛
كانت فترة ميلاد الأمير أحمد الديد فترة تكالبت فيها الأعداء علي الإمارة وانتشر اغتيال الأمراء وعم الصراع بين الأشقاء وقد أرسل الأمير احمد الديد في وقت مبكر كما أسلفنا إلي أخواله في منطقة انشيري فنشأ وشب في كفالة أخواله من قبيلتي أولاد اللب والگرع .
كان الأمير لحظة مقتل والده مع أخواله في الشمال وحين وصله نبأ اغتيال والده محمد فال جمع رجاله وقرب راحلته وغادر أرض أخواله نهائيا وجد في السير نحو ارض اترارزة فاتحا بذلك صفحة جديدة في حياته.
واجه أحمد الديد خصمه قاتل والده وابن عمه بيادة فكانت بينهم أيام أولها كان يوم “المصران” سنة 1900م ولدالديد إذاك ابن ثمانية عشر حولا فأثخن جند بيادة ثم بعد ذلك يوم “اتويدرمي العرية” توالت بعد ذاك أيام عديدة بينهم فيها الكثير من الخسائر بين الجانبين .
بعد دخول المستعمر الفرنسي موريتانيا ومحاولة كبلاني التوغل وبسط سيطرته اكثر ،رحل الأمير بيادة شمالا ونزل علي قبيلة من قبائل الشمال ثم جمع الناس علي منهل “انْواكلْ” شمال بوتلميت لقطع خط الامداد والتموين عن الفرنسيين .
وصل أحمد الديد إلي “انْواكلْ” سنة 1905م وخطط مع أحد أعوانه أن يفتعل خصومة عند البئر عندها سيصل بيادة لحل النزاع، وحين وصل بيادة أخترط أحمد الديد رصاصة اخترقت قلب بيادة وخرجت من إبطه فسقط صريعا ، ثم قتل بعد ذلك أخاه أعمر ولد اعلي لينتهي بذلك امر الثأر من قاتلي والده، بايع أنصار بيادة أحمد سالم ولد ابراهيم السالم لكن احمد الديد لم يعترف بذلك الواقع الجديد المدعوم من طرف الفرنسيين .
اتجه ولد الديد الي الشمال ونظم المقاومة ومكث مدة من الزمن يقاوم الغزاة الفرنسيين وكانت له معهم أيام مشهودة معلومة أشهرها يوم لگويشيش.
وقعت معركة لگويشيش في 28 نفمبر 1908م وسببها أن احمد الديد ورحاله شنوا غارة في منطقة المذرذرة وغنموا غنيمة كبيرة علي المستعمر الفرنسي وانسحبوا إلي جهة الشمال وعندما وصل الخبر إلي الملازم الفرنسي خرج بنفسه علي رأس فرسانه وعسكروا علي ضواحي معدن الملح المسمى (انتررت) وقد وصلهم أن احمد الديد ورجاله وردوا ماء لگويشيش علم احمد الديد بخبرهم وانسحب إلي الغرب وتمكن بفضل الله وبختيار موقعهم الاستراتيجي من رؤية العدو وهو يزحف إلي منطقة لگويشيش فحدد بدقة مواقع القتال المهمة والمناسبة له .
تمكن احمد الديد ورجاله المجاهدين بواسطة اسلحتهم النارية التقليدية من حسم المعركة خلال ساعات حيث انجلت المعركة عن نصر باهر للمقاومين وهزيمة ساحقة للحامية الفرنسية حيث قتل قائدها بالإضافة الي خمسين من مقاتليهم السينغاليين وغيرهم وغنموا جميع ماكان عند الكتيبة الفرنسية من الخيل والبنادق واستشهد من جند احمد الديد أربعة.
وبعد الكثير من الجهود الدبلماسية وقع احمد الديد ابرتكول سلام مع الفرنسيين برعاية الشيخ سيديا باب في شهر يناير من سنة 1910م بمدينة بوتلميت وتقاسم السلطة بالسوية مع الأمير احمد سالم ابراهيم السالم .
بعد موت الأمير احمد سالم ابراهيم السالم تولي الأمير احمد الديد الإمارة سنة 1930م وظل اميرا حتى وفاته.
توفي الأمير احمد الديد 30 اكتوبر 1944م عن عمر ناهز اثنين وستين سنة وأشهر بعد مرض الم به وقد انتشر الخبر بسرعة وتناقلته الناس من حي الي حي وقد أثار رحيل هذا الأمير الشهم الما وحزنا في نفوس الكثيرين .
عقب أولادا منهم محمد فال الملقب ولد عمير الذي اخلفه في الإمارة ،وباب وسيدى وامبيريكه وتوتو امهم العالية بنت احمد سالم ولد ابراهيم .
الكاتبة: مريم سيد