حتى لا ننسى

انتصار وصمود..

تتوقف الحر.ب.. تهدأ سماء القطاع..يتوقف صوت الزنانة والطائرات المحاربة وسقوط الصوار.يخ..تستريح أرض ارتوت من دماء الشهد.اء..يخرج مجا.هد من نفقه حاملا سلا.حه..يتنسم عبير الحرية على أرضه التي جا.هد لأجلها وضحى بكل غالٍ ونفيس.. يشاهد النازحين يعودون لديارهم المدمرة..يرفعون الركام..يصرون على الاستمرار في الحياة وإعمار هذه الأرض التي تستحق فقد احتضنت أجساد أحبابهم..يبتسم وجهه المعتب..يحمد الله عز وجل على فضله..يرفع شارة النصر..يُعلي صوته بالتكبير ثم يقول “خاوة” يا نتيا.هو خاوة!..
خمسة عشر شهرا واجهت بقعة صغيرة في هذا العالم أعتى الجيوش وأقوى الاستخبارات وأحدث نظم التكنولوجيا والمعلومات..ثم دحرتهم!

خمسة عشر شهرا..من قتل وحصار وتشريد وتجويع..وما ركعت ولا انهزمت!
خمسة عشر شهرا..ولا زال مجا.هدوها حتى اليوم الأخير يعدون الكمائن ويفتكون بأعدائهم..يرمون بقوة الله ويصيبون ويقتلون..
معركة بين الحق والباطل..اصطفى الله بها الشهد.اء.. امتحن قلوب أوليائه بالصبر.. وأعز فيها المجا.هدين.. وأرى العالم آياته ومعجزاته!..

تنازع القلوب مشاعر متناقضة..بين شعور بالحزن والألم على التضحيات الجسام وخيرة العباد المؤمنين الذين ارتقوا صابرين صامدين..
وآخر بالخزي والخذلان حيث ما استطاعت أمة الإسلام كلها إيقاف قتل الأطفال ولا إدخال شربة ماء حين كان الجوع يفتك بأهل الشمال..
وهناك مشاعر أخرى لا تقل حدة!..فرح وسرور بانتهاء الحر.ب..والاتفاق على صفقة يتحرر بها الأبطال البواسل وتفتح فيها سجون الاحتلال..

وعز وفخر لا ينتهي بشعب صامد وقف في وجه عدوه وأفشل مخططاته..ما هزه الجوع ولا الدمار..ولا يئس لموت أحبابه..آمن بالله وجنته..ورأى أنها مكان الشهد.اء.. وأن دماءهم مهر لهذه الأرض المقدسة الطاهرة..

وعز وفخر بالمقا.تلين الأشاوس..الذين خرجوا للعد.و من تحت الركام..وألفاهم عند كل زقاق..فأذاقوه الويلات وجرعوه الآلام..صنعو النصر من المستحيل..واستعانو بالله فألان لهم الحديد..

هي حر.ب.. فقدنا فيها قا.دتنا.. بكينا فيها لإبادة الأطفال.. شعرنا بالحزن حين استشهد إخوة لنا من البرد أو الجوع..
حر ب كاشفة..  أرتنا العد و من الصديق…والمؤمن من المنافق..والعالم من الجاهل..والكريم من البخيل..والنبيل من اللئيم..
حرب كشفتنا نحن.. وضعتنا في مواجهة أنفسنا.. أنارت لنا الطريق..
الطريق طريق الجها.د..  نهايته إحدى الحسنيين..إما النصر وإما الشها دة!
اللهم تقبل شهد اء أهل غز ة وارحم موتاهم واشفِ مرضاهم وداوِ جرحاهم واخلف لهم كل ما ضحوا به في سبيلك بخير منه..
اللهم آمين..

الكاتبة: تسلم محمد غلام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى