ثقافة وأدب

تأملات… في لقاء الآخر

الكاتب: محمد الأمين أحمد سالم

كثيرة هي اللقاءات التي ينجزها الواحد منا في حياته اليومية.. لقاءاته مع أهله وأصدقائه وزملائه.. لقاءاته مع المارة والسائقين والزبناء.. لقاءاته مع من يحب ومن يكره ومن لا يعيره أي اهتمام..

وكثيرا ما نشعر بأن لقاءنا مع شخص ما كان مريحا أو ناجحا أو دون المستوى المتوقع؛ دون أن نحاول أن نعرف السبب المباشر أو غير المباشر في نتيجة ذلك الإحساس الذي قد يتحول إلى قناعة داخلية تحفظ لقاءاتنا الماضية لنستحضرها مستقبلا في وقت قد لا نحتاجها فيه..

ولأن كل لقاء يترك نتيجة حتمية -عندك وعند غيرك- كان من اللازم أن نعرف أسرار لقاءاتنا ؛ وأن نغوص قليلا في عالم متجاوز لدى الكثيرين رغم أهميته وعلاقته المباشرة بالذات والآخر.. بالحاضر والمستقبل..

لذا؛ ومن أجل اتصال ناجح وفعال بالآخر يمكن أن نستفيد من الأمور التالية:

ماذا نريد؟

تختلف المناسبات التي نلتقي فيها بأشخاص آخرين؛ وتختلف طريقة لقائنا معهم تبعا لاختلاف المناسبة.. لكن من المهم أن نحدد دائما غرضنا من اللقاء.. لماذا نقوم به؟ وماذا نريد منه؟؟ وأين موقعنا فيه؟؟؟

إن تحديد الهدف من لقاءاتنا يتيح لنا الفرصة لنفرق بين لقاء عابر في الشارع وبين موعد حددناه منذ أسبوع؛ وبين لقاء استراحة ومؤانسة ولقاء عمل ومتابعات؛ تماما كما يختلف لقاء الأستاذ بطلابه ولقاء الطلاب بالأستاذ..

كما أن تحديد الهدف يمكننا من قياس نجاح لقاء أو فشله..

ومن خلال تحديد هدف ونمط لقائنا سنحدد ببساطة الوسيلة المناسبة له.. هل سيتم عبر زيارة مباشرة أم عبر الهاتف أو البريد الالكتروني أو حتى رسائل الهاتف الجوال…

لكن.. علينا أن نتذكر دائما أن عملية التواصل المباشر -التي سنركز عليها هنا- تعتمد أكثر على حركات الشخص ونبرة صوته وتعبيرات وجهه؛ ولا تحتل الكلمات والمفردات فيها سوى 30% فقط…

ابتسم دائما..

الضَحِكُ أو الابتسامة هبة من الله عز وجل للطبيعة البشرية لإنعاش الأعضاء واسترخائها، وهي عنصر أساسي في حيوية الإنسان وصحته؛ وحينما تغيب عنا شمس السرور والابتسامة، تبدأ الأمراض بالظهور والانتعاش.. لذا 

فعلينا دائما أن نبتسم مهما كانت متاعبنا وأيا كانت المشكلة التي تحاول أن تقلقنا..

والابتسامة الصادقة تساعد كثيرا في العلاقة واللقاء مع الآخرين لما تشيعه من السرور والمحبة والصدق فهي أفضل تصرف تقوم به لتقريب وجهات النظر، ولإنجاز المعاملات بسرعة، بل هي أفضل جواز سفر إلى قلوب الآخرين وعقولهم وثقتهم..

ولا تكون الابتسامة مقبولة أو مستساغة ما لم تكن نابعة وصادقة من القلب، تفترش الثغر وتعمّر الوجه بالبشاشة والرضا.. حينئذ تكون هي الإضاءة الطبيعية لوجهك، والإشراقة المنيرة لطريق السعادة والصحة، وهي الشعور النفسي العميق النابع من القلب بالطمأنينة والسرور والبهجة والرضا وراحة الضمير..

ولأهمية الابتسامة يقول علماء النفس أنك إذا لم تضحك لنكتة أو تهتز لها بعد أن ضحك منها الآخرون، فلا بد أن تراجع مختصا بالطب النفسي، لأن خلايا الضحك والسرور التي تستقر في النصف الأيمن من الدماغ يكون قد أصابها التلف أو على أقل تقدير قد شاخت وتبلدت عن الاستجابة!!

هذا إضافة إلى أن المبتسمين يجنون الكثير من الحسنات في وقت قليل انطلاقا من حديث النبي صل الله عليه وسلم: “…وتبسمك في وجه أخيك صدقة”..

حاول التحكم..

العقل البشري يخزن الكثير من المعلومات على مدار الساعة ويحتفظ بها كأرشيف يمكن استحضاره في أي وقت؛ وخصوصا ما يتعلق بالمشاعر والأحاسيس.. لذا حاول دائما في لقاءاتك مع الآخرين أن تستحضر الجوانب الإيجابية في لقاءاتهم وشخصياتهم وأن لا تركز على الجوانب السلبية ونقاط الاختلاف لديكم ، فكما يقول الدكتور إبراهيم الفقي: “من الخطأ أن يأخذ الإنسان تجربة من الماضي بنفس شعورها وأحاسيسها للمستقبل لأنه سينتج عن ذلك قانون التراكم ليعطي لتلك التجربة قوة أكثر”..

واستحضار الأحاسيس يبدأ من لحظة تسجيلها والانتباه لها أصلا وإرفاق معلومة تشرحها للعقل الباطن.. فمهم جدا أن نفصل بين الشخص وسلوكه وأن نراعي التصرفات وما يحيط بها من محيط وظروف حتى ننجح في فهم أي شخص بناء على القناعة وليس التصرف اللحظي فقط؛ مما سيساعدك في التعامل معه ونجاح علاقتك معه في الحاضر والمستقبل..

محمد الأمين أحمد سالم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى