الصحة والجمال

الإسعافات الأولية.. بين الجهل والتجاهل..!

الكاتب حبيب الله أحمد

كثير من الأحيان نجد أنفسنا فجأة أمام وضعية تعرض حياة الآخرين من حولنا لخطر حقيقي حيث لا يوجد طبيب ولا توجد طريقة للتداوى حينها لا يكون لطم الخدود أو حتى الشعور بذنب التقصير كافيا لتلافى تلك الوضعية وإنقاذ روح بشرية كريمة ومن الأكيد أن بعضكم صادف حادث سير أو انهيار منزل أو حريقا ما أو حالة تسمم أو ما شابه ذلك..ومن الأكيد أن من يصادف مواقف من ذلك القبيل لابد أن يتحرك بسرعة لإنقاذ الضحايا بكل ما يملك من وسائل وخبرات

ولأن بلادنا شاسعة المساحة وتفتقر للتغطية الصحية والوسائل والتجهيزات الطبية،فان ضحايا الحوادث من هذا القبيل- خصوصا في أعماق الريف والحواضر والتجمعات النائية والمعزولة- لا يتلقون العلاج السريع والمناسب وقت إصابتهم، وقد يحتاجون لساعات طويلة وحتى لأيام عديدة للوصول إلى وسط صحي طبي أو استشفائي..ولأن الإصابات البليغة خاصة في “الرأس” و”العمود الفقري” و”العنق” و”البطن” و”القلب” مثلا لا تنتظر وقتا طويلا للذهاب بحياة المصاب خاصة مع وجود النزيف سواء كان داخليا أو خارجيا أو الصدمات أو الأزمات القلبية والصدرية فإننا نكون بحاجة لخبرة ميدانية قد تبدو بالنسبة للبعض متواضعة أو بدائية لكنها غالبا تحقق هدفا ساميا ونبيلا حيويا هو رعاية المصاب والتكفل به من وقت الإصابة وحتى الوصول إلى جهاز استقبال طبي أو صحي.

نسمى تلك الخبرات “الإسعاف الأولي” أو مجموعة “الإسعافات الأولية”..يلزم صاحب هذه الخبرة بالتعرف- ولو مبدئيا- على أنواع الإصابات ودرجاتها من حيث الخطورة و التأثير على المصاب، واكتساب مبادئ -ولو أولية- تعتبر من أبجديات مهنتي التمريض والطب وتعتمد التطبيق الميداني قبل كل شيء ،لأن المطلوب من صاحبها هو التحرك بسرعة وبقوة مبادرة وبعزيمة لا تلين لإنقاذ المصابين قبل تدخل الجهات المعنية ،والتي قد لا تتدخل إما لبعد الشقة أو لضعف الوسائل أو لتقطع السبل بالمصابين خاصة في فصل الأمطار أو ظروف عدم الاستقرار الأمني أو انعدام طرق المواصلات.

لقد أصبح تقديم “الإسعافات الأولية” مهمة ضرورية وملحة في أيامنا هذه حيث تتعدد الإصابات المتعلقة بحوادث السير أو الحرائق أو الصدمات أو الصعقات الكهربائية، إضافة إلى السيول والفيضانات والأوبئة والكوارث متعددة الأوجه والمسميات ،وهي كلها أمور تحصد أرواح الآلاف يوميا عبرا لعالم. إن الإقبال على

تعلم الإسعاف الأولي وتطبيق مهاراته والإلمام بمبادئه والكف عن المضي قدما في جهله أو تجاهله أصبح ضرورة ملحة لدرجة انه من المناسب جدا بالنظر إلى كل ما تقدم أن يدرس الإسعاف الأولي للتلاميذ والطلاب من المراحل الابتدائية وحتى الجامعة ،فهو لا يقل أهمية عن التجنيد الذي تعتبره العديد من دول العالم من حولنا إجباريا.

وسنحاول في هذه العجالة أن نتعرض لبعض من أهم تدخلات “الإسعاف الأولي” لعلاج بعض الحالات الأكثر شيوعا والتي لا تحتمل انتظار ممرض أو طبيب أو فني صحة أو سيارة إسعاف طبية مجهزة قد لاتصل أبدا.

أولا الاسعافات الأولية:

 تكون معظم عضات الحيوانات صغيرة ويمكن معاملتها معاملة الجروح حيث ينظف مكان العض بكل ما هو متاح من قطع شاش طبي أو حتى قماش نظيف مبلل بمطهر أو بماء نقي مسخن جيدا لكي لا يتلوث بالجراثيم مع ضرورة إعطاء المصاب حُقنة “التيتانوس” عند اقرب  منشاة صحية أو تمريضية قبل العرض على الطبيب. أما بالنسبة للعقارب والثعابين فلابد من نقل المصاب بأقصى سرعة إلى اقرب مركز صحي أو مستشفى دون تحريك الجزء المصاب مع ربط الجزء السابق للإصابة وحاول أن تتذكر شكل الحية أو الثعبان إذا أصيب المريض بفقدان الوعي أو الحمى فلا نحاول إفاقته لأنه سوف لا يستجيب ، فقط ضعه في وضع الإفاقة أثناء نقله للمستشفى.


بالنسبة للنحل أو الحشرات الصغيرة فهي لا تسبب خطرًا يذكر بل فقط إحساس بالحك ( حساسية )، يتم غسل المكان بماء بارد عدة مرات ويُدهن مكان الإصابة بمرهم حساسية وقد يحتاج الأمر إلى حقن حساسية في الحالات الشديدة والنادرة..

أما الكلاب فيجب الابتعاد عنها وعدم التربيت باليد على ظهر كلب غير أليف حتى لو بدا أليفًا نظيفًا ( احتمال العدوى بالجرب وقد يكون الكلب مصابا بعدوى الكلب ( Rabis ) وينتقل هذا المرض للإنسان عن طريق العض وهو قاتل في أغلب

الأحيان. فإذا حدث ذلك انقل المريض فورا للمستشفى

 مع تنظيف مكان الجرح ومحاولة إيقاف

النزيف إن وجد.

حبيب الله ولد أحمد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى