آراء

العلاقة الاستثنائية

ربما يظن البعض ان هذا المقال يتحدث عن مواصفات جديدة ” العلاقة الثنائية” لكن الأمر ليس كذلك فالمقصود هنا بالعلاقة الاستثنائية هي العلاقة مع الذات.

أدعوك سيدتي في اليوم العالمي للمرأة لبناء علاقة استثنائية مع ذاتك لأنها تستحق كل وقتك وتركيزك فهي أساس كل العلاقات وتقديرا لنعمة الحياة التي منحك الله إياها.

كل يوم وأنت نعمة من الله لكل من حولك ومحبة لذاتك.

فحب الذات مفهوم يحصره البعض في العناية بالشكل والمظهر فيعطونه طابعا ماديا ليغفلوا عن ما هو أعمق فالإنسان روح وعقل ومشاعر وجسد.

والبعض الآخر يفسره على انه نرجسية وأنانية فقد تمت برمجتهم بشكل غير واعي على العطاء المبالغ فيه والذوبان في الآخرين وهذا تطرف ولا يمت باي صلة للاعتدال٬ فكما في قصة سلمان ” ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا”

 

ما نرمي إليه هنا بحب الذات هو الموازنة بين احتياجات كل من الروح والعقل والمشاعر والجسد دون الميل لجانب على حساب آخر وذاك ما تجسده مقولة سلمان “إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ” والتي أقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله “لقد أوتي سلمان علما”

عليك سيدتي أن تعتني بروحك بتجديد العلاقة بينك وبين الله جل جلاله وتغذيتها بكل ما يوطد تلك العلاقة٬ وبنفس الدرجة ينبغي الاعتناء بالعقل بصقله بالفكر السليم واكتساب المعارف وتطوير المهارات وتنمية التفكير الإيجابي٬ ولا ينبغي أن يكون الاعتناء بالمشاعر والجسد أقل درجة ففي الحديث ” إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه” والحديث: ” أي الناس أحب إليك قال عائشة….”   وقوله تعالى: “يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين، قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق” الأعراف ٣٢

سيدتي ان اول خطوة نبدأ بها في اتجاه حب الذات هو اللطف مع الذات فان استعجال التغيير وعدم تقبل الذات كما هي الآن والسعي نحو المثالية دفعة واحدة قد يؤدي بك إلى التوقف في منتصف الطريق وإنما المطلوب هو السعي إلى ذلك بخطوات مدروسة حتى نتوغل برفق ولين فالمنبت لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقى وفي الحديث “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه”

سيدتي نقدم لك خطوات عملية بسيطة للبدء في طريق حب الذات وهي:

  • سامحي نفسك على أخطائك الماضية لأنك لم تكوني تعرفين أفضل مما فعلته.
  • احرصي على الانتباه لحديثك الداخلي اتجاه نفسك وجعله أكثر ايجابية. ففي الدعاء “اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي” إيجابية بغض النظر عن الشكل الواقعي.
  • الالتزام بروتين يومي يغطي الجوانب الأربعة مثلا :

الحرص على عمل يومي يقربك إلى الله أكثر

والحرص على شرب القدر الكافي من الماء

الحرص على قراءة كتاب

الحرص على المشي لنصف ساعة…

ربيعة كمال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى