أبناؤنا أمانة
يحتاج هذا الجيل إلى حديث عابر للقلوب يخترق حواجز البعد بين الآباء والأبناء التي أحكمت الحياة المدنية الحديثة بناءها, فحرمت الأسرة من لقاء نقي صاف على جلسة شاي هادئة تنعشها أحاديث صادقة لا يقطعها إلا ضحكات أطفال بريئة تزيد اللحظة بهجة وحبورا . .
يحتاج هذا الجيل إلى حوار مفتوح لا ترهبه سياط الخوف ,ولا تربكه تعقيدات المفاهيم , ولا يسده اليأس من الإصلاح, بل يتدرج فيه الوالدين بالتبسيط و الإشفاق والرحمة حتى يتبين
حقه ويستقر في النفس فلا تزعزعه رياح التشكيك ولا يصرمه إفك الباطل.. حتى إذا دعا الولد أبوه أجاب : ياأبت افعل ماترى. .
يحتاج هذا الجيل إلى غرس محبة الله والرسول صلى الله عليه وسلم والنور الذي جاء به في النفوس غرسا يبني العقيدة ويصحح التصور ويقوي الإيمان فيجعل للحياة معنى وهدفا يمتد عبر الزمان والمكان شعاره “اتق الله حيثما كنت” . .
يحتاج هذا الجيل إلى قدوة حسنة تتمثل ما تدعو إليه من قيم و سلوك فيراها خلقا حيا
متجسدا أمامه قدوة يصدق لسان حالها مقالها فتبهره بما تحمل من نبل وكرم و عزم وحب خير للناس فلا يسعه إلا احترامها واتباعها. .
يحتاج هذا الجيل إلى علم نافع يبث في الصدور..علم يبصر و يرشد .. علم يسعف بالحجة ويدعم بالدليل, فيبيد شبهات الجهل بمصابيح الهدى.. حتى تستنير المدارج أمام السالكين فيصعدون نحو القمة في ثبات وأمان..