ارتق بروحك

فضل عشر ذي الحجة

مريم أمبيريك

بين الحين والآخر تحل علينا أيام من نفحات العليم الخبير وموسم من مواسم الخير الكثير فينبري ذووا الهمم العالية لها وتنشط هممهم للطاعة والتقرب إلى الله، وتتهلل الأسارير بقدومها وتتجدد الهمم للقائها، هي نفحات ربانية تأتي علينا كي تخرجنا من أسر عاداتنا واعتيادنا إلى مسارات التجديد والتغيير وتصحيح المسار، فمواسم الطاعة هدية المولى سبحانه لعباده

ومن أهم هذه المواسم ليالٍ تبدأ قد أقسم الله بها تعالى بقوله (والفجر وليال عشر….)

فاتفق المفسرون على أن المقصود بها الليالي العشر من ذي الحجة والتي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضل العمل فيها على العمل في سائر ليالي السنة الأخرى

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ، (يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ) قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ) رواه أبو داود، والترمذي

فيا باغي الخير أقبل وشمر واستعن بالصبر والصلاة والصوم والتوبة النصوح وكثرة الاستغفار

وغير ذلك

فأفضل الأعمال في هذه الأيام

أن نبدأ ب:

١ ـ التوبة النصوح: فالتائب يوفق بإذن الله تعالى للعمل الصالح

٢ـ الصلاة في وقتها: فالصلاة عماد الدين وقد جعلها الله كتابا موقوتا ووسيلة استعانة   على الطاعات الأخرى

٣ـ بر الوالدين: بالتقرب إليهم أحياء بما يحبون ثم كثرة الدعاء لموتاهم إذ أن بر الوالدين   لا ينقطع بوفاتهما

٤ـ تلاوة القرءان: وكثرة الختمات مع التدبر والتوؤدة والحذر كل الحذر من أن نقرأه كما يقرأ سواه

٥ـ كثرة الذكر: بأصنافه: الاستغفار والتسبيح والتحميد والتكبير وغير ذلك فالله سبحانه يقول (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)

٦ـ إعانة المحتاج وتفريج كروب المكروبين من الناس: يتأكد ذلك في التحضير للعيد يوم النحر ويوم الحج الأكبر لما في إطعام وكسوة المحتاج من الخير العميم

٧ـ الانتباه إلى التفاضل في هذه الطاعات: وترتيبها بحسبه ثم الحذر من تلبيس إبليس في ذلك التفاضل بتفويت الفاضل بالمفضول

٨ـ الإنابة والإقبال إلى الله: والانتباه إلى أن هذه الأيام حرمها كثيرون ممن كانوا معنا وقد غيبهم الموت رحمهم الله جميعا ولربما غيبنا عنها قريبا في هذا الموسم أو الذي يليه

نسأل الله سبحانه التعمير في الطاعات والتوفيق لها

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأستاذة: مريم أمبيريك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى