ارتق بروحك

تقدير كفارة الصيام وفدية المعذور المزمن عذره

د. محمد محمد غلام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
أولا: الكفارة الكبرى

١. بالإضافة إلى شناعة الذنب وقبح المعصية، فأنه يجب على من أفطر في نهار رمضان (بأي مفطر، عندنا معشر المالكية) عامدا من غير عذر ولا تأويل قريب، القضاءُ والكفارة الكبرى.

٢. الكفارة تكون بإحدى ثلاث (على التخيير عندنا معشر المالكية) وبالترتيب أدناه عند الجمهور:
أ. تحرير رقبة مؤمنة (وهي كفارة لم تعد موجودة، بعد أن منّ الله تعالى على البشرية بتحقّق مقصد الشرع وتشوّفه لحرية الإنسان وتكريمه)
ب. صيام شهرين متتابعين
ج. إطعام ستين مسكينا

٣. تقدير الإطعام في الكفارة
أ. إطعام ستين مسكينا بقوت البلد؛ بإعطاء كل واحد منهم مدا (625 غراما، تقريبا)
ب. أجاز أبو حنيفة وجماعة من السلف (ورجحه بعض المعاصرين؛ استصلاحا) دفع قيمة الكفارة للمسكين من النقود (وفي حكمها العملات الحديثة)
ج. من أراد دفعها قيمة في بلادنا اليوم (رمضان ١٤٤٣ هجرية/ ٢٠٢٢م) فليعط كل مسكين من الستين (لا تدفع لأقل من ستين، لدى الجمهور؛ ومنهم المالكية) فليعط كل واحد منهم مبلغ 500 أوقية قديمة، تقريبا.

٤. التوكيل في إخراجها
من أراد أن يوكل غيره لإخراجها (هيئة خيرية مأمونة تعرف الحكم، أو شخصا كذلك) فليعطه:
– 37.5 كلغ من الطعام المعتاد في البلد؛ ليفرقها على ستين مسكينا.
– وإذا أخذ بمذهب القائلين بدفع القيمة، فليدفع له مبلغ 30000 أوقية قديمة ليفرقها على ستين مسكينا.، كذلك.

ثانيا: الكفارة الصغرى
١. يجب على من أفطر في نهار رمضان لعذر شرعي (سفرا أو مرضا) أن يقضي عدّة أيام عذره من أيام أخر، قبل دخول رمضان المقبل
٢. إذا فرّط في هذا الفرض؛ فلم يقض حتى دخل عليه رمضان – دون عذر – فعليه القضاء والكفارة الصغرى؛ وهي:
أ. إخراج مدّ من الطعام (625 غراما، تقريبا) عن كل يوم تأخر في قضائه
ب. أو دفع قيمته (اعتمادا للقول بالجواز) مبلغ 500 أوقية قديمة، عن كل يوم كذلك

ثالثا: فدية المعذور عذرا لا يرجى زواله
١. يندب (لا تجب!) للمفطر المعذور عذرا شرعيا لا يرجى زواله (كالهرِم والعطِش، وألحق بهم أصحاب الأمراض المزمنة المفطرة) أن يخرج فدية عن كل يوم من رمضان.
٢. مقدار الفدية المندوبِ إخراجها – للمفطر المعذور عذرا شرعيا لا يرجى زواله – هو مدّ عن كل يوم من رمضان (625 غراما، تقريبا)
٣. من أراد إخراجها نقدا (اعتمادا للقول بإخراجها قيمة) فليخرج 500 أوقية قديمة عن كل يوم.
والله تعالى أعلم
د. محمدٌ محمد غلام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى