حتى لا ننسى

الأقصى جرح ينزف من جديد..

د. المفيدة سيد المختار

القدس قلب الأمة النابض ينزف دما من جديد ليشعرنا بما وصلنا إليه من وهن وهزال لكنه يغمز وتر الحياة من جديد لتدرك الأمة أنه مازال بها رمق من حياة بعدما أصبحت تصرع في كل يوم مرتين وينتظرها أجلها المحتوم!

القدس قلعة صمود تتكسر عليها النصال لتثبت للجميع أنها العزة في زمن الهوان والثبات في عهد التخاذل والثقة بنصر الله في أيام الخور والخوف.

إنها انتفاضة ترسم ملامح الملحمة الفاصلة.. ليميز الله الخبيث من الطيب ويعلم المجاهد من القاعد ويكشف زيف من مردوا على النفاق.

القدس ليست مدينة قصية ولا حكاية شرقية.. إنها عقيدة أمة وعبق التاريخ الناضر ومسرى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ومهد الرسالات وأرض الإسراء والمعراج التي بارك الله حولها…

رجال القدس قوم جبارون سيظلون ظاهرين على الحق يرهبون العدو حتى يتحقق نصر الله.. ونساؤها حرائر لا يلدن إلا حرا يرضعنه مع اللبان قيم الشهامة وحمل الأمانة.. ويرابطن في الميدان جهادا وتحريضا على الجهاد٬ يدافعن عن كرامة أمة الإسلام ورمز وحدتها الأقصى المبارك.

أطفال القدس حجارة من سجيل ترجم اليهود الغاصبين فتزيدهم رعبا وذلا وتبشرهم بزحف قادم لا قبل لهم به ولو بعد حين..

فأين نحن منهم..؟! اين أمة الإسلام من هؤلاء المجاهدين الصامدين؟؟

تشغلنا اموالنا وأهلونا وربما خلا فاتنا وسخافاتنا.. يكبلنا حب الدنيا وكراهية الموت.

فنعجز أن ننصر او ننتصر او نهتم أو ننكر وذلك أضعف الإيمان!!!

نحسب أن بعدنا مانع من أذى الصراع وهمومنا ضرر يدفع عنا واجب النصر وحق النفير فنتعاطى الأخبار كؤوس شاي بلا طعم كي لا نذوق مرارة الخذلان… وحتى لا يكتب علينا الجلاء.. آن أن نقرأ في سفر الخلود عن أقصانا المسلوب وقدسنا المحتلة وإخوتنا المجاهدين ونعلم أن الأمة جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وما انسحاب العدو إلا بداية الطريق… فالأقصى أمانة تستدعي منا المشاركة و الإسهام بالنفس والمال و الدعاء حتى تتحرر فيكتب لنا شرف البقاء و الجهاد أو نموت فنعذرا

د. المفيدة سيدي المختار 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى