معالجات

منت الميداح: المرأة حافظت على المجتمع نقيا من الشوائب

قالت الشيخة: فاطمة بنت الميداح بعد أن هنأت الشعب الموريتاني بذكرى عيد الاستقلال الوطني في مقابلة أجرتها مع موقع الموريتانية أن المرأة الموريتانية كان لها الدور البارز في المجال السياسي والثقافي والتعليمي وحتى الجهادي أسوتها في ذلك أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات وسلفها الصالح خاصة المرأة في دولة المرابطين تلك المكانة كما تقول حافظت عليها المرأة الموريتانية عبر الأجيال حتى وصلت مجتمع البيظان واستثنت منت الميداح المرأة الافريقية التي كانت لديها بعض المعاناة وإنما قصدت كما تقول المرأة النشطة والمشاركة في تدبير الشأن العام.

 المرأة والمقاومة

وقالت الشيخة: إن مشاركة المرأة في حقبة التحرير و المقاومة الوطنية يتحدث عنها أحد مؤرخي الاستعمار فيشيد ببسالة وشراسة النساء الموريتانيات في المعارك التي خاضها المستعمر  مع المقاومة الموريتانية كما يذكر أنهن  كن  يأتين بالذخيرة و يداوين الجرحى ويأتين بالمياه و يحثثن الرجال على الصمود في الميدان مشيرة إلى أن الأمر لا يختصر على كونها حاضرة في ساحة المعركة كما يذكر المؤرخون الفرنسيون و إنما في تشجيع ابناءها على المقاومة و صبرها وتضحيتها ونجد ذلك جليا كما تقول في قصة عيشة بنت أعل والدة الشهيد سيد أحمد ولد أحمد عيدة التي سطرها التاريخ حين قدم لها المستعمر رأس ابنها الشهيد وقد نكل به سائلا إياها: هل تعرفينه؟ فأجابته بكل قوة وصمود: تعرفونه أنتم ذاك الذي أوردكم المهالك في مكان كذا وكذا … وهو الآن يسقط شهيدا مقبلا غير مدبر صدحت في وجه المستعمر بتلك الكلمات الخالدة عبر التاريخ لتعكس نموذج المرأة المجاهدة والصابرة والمضحية لأجل دينها ووطنها.

وأكدت الشيخة: أن دور المرأة في المقاومة الثقافية كان بارزا حين حافظت على هذا المجتمع من سلب ثقافته وحضارته وتراثه الاسلامي وبقي المجتمع الموريتاني دون غيره من المجتمعات نقيا سليما من تلك الشوائب

فالمرأة كما تقول هي المسيرة للبيت وهي التي تعلم الاجيال وتربيهم فلو لم تكن لها مساهمة مؤثرة في المقاومة الثقافية لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من المحافظة على الأخلاق والقيم

مسيرة نضالية ذاخرة

وذكرت الشيخة: أنه في مجال النضال السياسي الذي حصل قبل نيل موريتانيا لاستقلالها كانت المرأة حاضرة في الأحزاب والحركات التي كانت تريد تحرير البلاد وتشارك في الانتخابات مشاركة فعلية وبارزة

وأضافت أنه في عهد الرئيس المؤسس المرحوم المختار ولد داداه كانت هناك إرادة حقيقية لإشراك المرأة ودعمت زوجته مريم داداه تلك الفكرة فبمبادرة منها كان هناك اتحاد نسائي وعدة منظمات أخرى نسائية.

وذكرت الشيخة أنه في مؤتمر كيهيدي 1964 تم الاعتراف بحقوق المرأة ودمجها في حزب الشعب وفي المؤتمر الثاني 1966 طالب النساء بتشريع يضمن لهن الحماية القانونية والاجتماعية في الأسرة وتمت المطالبة في هذه الفترة بتحسين المستوى الثقافي للمرأة وفتح محو الأمية ومراكز التكوين المهني وفي عام 1968 تم منح المرأة حق المشاركة بدون إقصاء في جمع الانشطة الوطنية فكان مكسبا كبيرا للمرأة على حد وصفها.

وتمت كما تقول منت الميداح: تسمية ممثلة للنساء في المكتب السياسي الوطني لحزب الشعب الموريتاني سنة 1971 مشيرة إلى أنه حدث تزايد للنساء في هيآته كما دخل النساء البرلمان في هذه الفترة مثلا مديم بنت سيدي المختار كانت أول برلمانية وتم تشجيعهن على الدراسة وصدرت جرائد ساهمت في توعية المرأة مثل جريدة مريمُ وجريدة La militante

وذكرت الشيخة: أنه بعد مؤتمر لعيون 1966 تم انشاء مجلس استشاري نسائي من 11 عضوا لكنه لم يعمر طويلا لكن في عام 1977 انشئ مجلس نسائي يضم 26 امرأة وفي عام 1975 تم تعيين أول وزيرة وهي المرحومة عيشة كن.

وأكدت أنه بالرغم من ضغوط القوى والتي لا ترى صدارة المرأة حافظت المرأة على المشاركة في تنمية البلد خاصة في مجال التعليم فهي تتولى المراحل التربوية والتكوينية والتعليمية قبل دخول المدرسة.

 انتكاس في المسيرة

وقالت الشيخة: إن الانقلاب في عام 1978 شكل انتكاسة شديدة في مسار المرأة التقدمي مع أنه تذكر محاولات من الرئيس المرحوم المصطفى ولد محمد السالك لإشراك المرأة ودعوة بعض النساء للمشاركة في بناء الدولة لكن فترة حكمه لم تطل.

مبينة أنه في فترة ولد هيدالة مورس التهميش على المرأة وانتكست مسيرتها حتى جاء انقلاب الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع فكان بداية لمحاولة اشراك المرأة في الشأن العام كما جاء في خطاب النعمة التاريخي والذي انبثق عنه عيد المرأة الموريتانية 5 مارس.

هذا الخطاب كما تقول تحدث فيه الرئيس السابق معاوية ولد سيد احمد الطايع عن حقوق المرأة خلدته كتابة الدول لشؤون الأسرة ثم خلدته بعد ذلك كتابة الدولة لشؤون المرأة.

 عودة الأمل

وبينت الشيخة منت الميداح أن أول تجربة انتخابية في موريتانيا سنة 1986 أشركت المرأة في اللوائح الانتخابية فمن بين 144 مرشح توجد١٠ نساء مرشحات وأول عمدة كانت فاطمه اسغيرة بنت اسباغو عمدة في بواسطيلة

وتضيف: كان في الحقيقة ثورة اجتماعية بحكم أنها امرأة ومن شريحة اجتماعية لم تكن تتقلد المناصب مشيرة إلى أنه في هذه المرحة بدأ الالتفات على المرأة وكان لها تمثيل على مستوى البلديات لكنه كان ضعيفا جدا

 المرحلة الذهبية

وتضيف الشيخة عند ما نصل إلى الفترة الانتقالية نجد أنه كانت هناك اتحاد نسوي يضم جميع الطيف السياسي كان من نتائج نضاله الاستماع إلى مطالب المرأة وقانون الكوتا قائلة: وتبقى الفترة الذهبية لمشاركة المرأة هي فترة الرئيس السابق المرحوم سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وهي الفترة الذهبية للديمقراطية عموما في موريتانيا.

وتؤكد بنت الميداح أنه في هذه الفترة بدأت إرادة فعلية لإشراك المرأة اشراكا حقيقيا وولوج مراكز النفوذ ومراكز صنع القرار وتمت المصادقة على القانون الذي يفرض نسبة 20% تخصيص لائحة وطنية خاصة بالنساء ويفرض على اللوئح النسبية الأخرى تموضع النساء والرجال بالتناوب وفعلا حققت للمرأة نسبة 20% تزيد أو تنقص وكذلك نسبة 34% من المستشارين البلدين.

مشيرة إلى أنه حصل تراجع قليل بعد ذلك حين جردت واليات وسفيرات من مناصبهن وذك في بداية فترة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز لكن المرأة ظلت ولا تزال تناضل.

مبينة أن منسقية المعارضة حينها ضمت البرلمانيات والوزيرات اللواتي تقلدن مناصب في عهد الرئيس المرحوم سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وانصهرن في المنسقية وناضلن و تعرضن   للتضييق والقمع

وتؤكد الشيخة فاطمة بنت الميداح أن المرأة لن تتخلى عن حقها في بناء المجتمع و النهوض بالبلد و أنها بالمرصاد دوما لمن يعرقل مسيرتها في النهوض  بعد ما حققت من نجاح .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى