حديثي إليك

حديثي إليك..

د. المفيدة سيد المختار

أصابع الإتهام تشير إليك ..عيون الجميع ترمقك.. نعم أنت سيدتي من تدفعين بالمجتمع نحو الهاوية هكذا يقولون!

يحدث أحدهم بكل حسرة ومرارة :لقد غلبني النساء ففرضوا علي أن أتكلف مالا استطيع وأستدين من أجل ليلة واحدة في زفاف ابنتي ! ويقف شاب يطرق رأسه مليا :من أين لي الحصول على كل هذه الطلبات و قد استبدت به الهموم ؟!.. تسترجع إحداهن وعيها بعد فوات الأوان :ماذا فعلت بكل تلك الأموال فيما انفقتها ؟!لست أدري؟؟

أما الإحراج الذي وقعت فيه فلانه و عاشته علانه فلم يدر إلا الله ما حجمه! ..ولكن في سبيل التباهي يحلو البذل وتعمى القلوب عن مستوى الفساد !..ثم يستمر الخراب وتزداد حدة التفاخر والتنافس حتى يصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا ،وعندها تضيع القيم ويتخذ الناس أنماط حياة دخيلة مجحفة تكون أولى نتائجها عزوف الشباب عن الزواج ؛فمن لم يستطع توفير كل تلك المستلزمات عليه أن يتوارى عن القوم فلاهو هو ولا الأيام أيامه! ..وثانيها المحق وانتزاع البركة الذي يفضى في أحيان كثيرة إلى التفكك والطلاق ..ناهيك عما سيحدث في المجتمع من طبقية وشقاق وقبل هذا وذاك الخروج على هدي الإسلام القائم على الوسطية والتيسير والإعتدال في كل شيء ،فالله يحب المقسطين.
إنك -والكلام موجه إلى المرأة – يمكن أن توقفي هذا العبث السائد في مناسباتنا الإجتماعية بما تملكين من مفاتيح لأبوابه الكثيرة فتعلنيها صرخة في وجه التبذير رحمة بالمجتمع ورعاية لمصالح الأسرة الجديدة ،كما على الفتيات أن يدركن أن الحياة الأسرية ليست تظاهرات ولا استعراضات في أيام معلومة ،وإنما هي بيوت تتأسس على تقوى من الله ورضوان ومشاريع تبنى لتثمر إصلاحا في الأرض.

فإذا تعاون النساء على سد تلك الأبواب ووضع المجتمع قواعد عامة تشيع التعاون والتكافل وتمنع الفساد والإسراف فستكون الأفراح منعمة بالخير والإطمئنان أما إذا تمادى الجميع في التغاضي عن تلك المظاهر السائبة فسيسبق السيف البدارا
ثم نعود ونكرر أنت السبب هكذا قالوا!..

د.المفيدة سيد المختار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى