غير مصنف
أخر الأخبار

أين أنت من الحرب ؟

في اليوم الثامن والثلاثين مع المائة من الحرب، ولا يزال أشقاءنا في غزة يواجهون حربا لا كالحروب لهمجيتها وغطرستها ليس من عدو واحد مغتصب، وإنما تحالفت قوى الشر جميعها لإبادتهم ومحوهم من الوجود في انتهاك صارخ لما يتشدق به من حقوق الطفل وحقوق المرأة و الإنسان وطمس الحقيقة باستهداف الصحفيين وقتلهم ليسقط ذلك القناع ويظهر العالم وهو يكيل بمكيالين.

 

إننا نشاهد كل يوم صورا ومشاهد يعجز عن وصفها اللسان وعن تصورها العقل من إبادة جماعية وقتل للأطفال والنساء وتشريد للسكان وهدم للمستشفيات والمباني على رؤوس أصحابها ومحو كل ماله صلة بالحياة، لكن أن يصل الأمر إلى الموت جوعا والمعبر موصد، أو يصل الأمر إلى أكل علف الحيوانات والسؤال عن مدى حليّة لحم القطط مع استمرار إطباق الحصار فالأمر والله جلل٬ وهو ما لا ينبغي للأمة أن تسكت عنه وأن تهب هبة واحدة لا تنقطع إلا بفك الحصار.

إننا نعيش الثبات الأسطوري في غزة والذي يذكرنا بعهد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم و الشجاعة المنقطعة النظير والثقة بالله واليقين بوعده الذي لا يخلف، وهم بعون الله منصورون فهم الفئة المجاهدة في بيت المقدس و أكناف بيت المقدس لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، وهو أمر مفروغ منه، لكن أين نصيبك أنت من النصر؟ ومن التحرير ؟ وماذا قدمت؟

وهل حقا استفرغت جهدك في النصرة؟ وبذلت ما في المستطاع ؟أسئلة ينبغي أن تطرح فإذا كنت بذلت فواصل الكفاح حتى التحرير بإذن الله فالأقصى يستحق المزيد وإذا لم تكن بعد فالفرصة متاحة استدرك ما فاتك وكفر عن التقصير ، وإذا لم تستفرغ جهدك اليوم فإلى متى تدخره.
ولتحذر أن تعض الأنامل وتتجرع مرارة التقاعس والخذلان وتأنيب الضمير بعد فوات الأوان، يوم النصر والاحتفال بالتحرير.

مريم عبد الوهاب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى