التعليم… شفاعة مطلوبة
أن تفتح المدارس أبوابها في زمن معلوم لتستقبل طلابها ولا يلجها إلا المدرسون على خوف.. بينما يتعاهد الوكلاء على مقاطعة الدراسة في تشرينها الذي لا يبدو أفضل أيامها ليفرح التلاميذ بتمديد العطلة بعدما أيقنوا بنهايتها فتبك مهزلة أخرى من مهازل التعليم عندنا.
فأي شيء أهم من تصحيح البدايات وإحكام العزم في المنطلق وكيف لبرامج وزعت بانتظام على الزمن أن تتحقق في ظل تضييع الأوقات وتمييع المفاهيم التربوية… حتى إذا جاء التلاميذ إلى مقاعد الدرس كانت خطاهم متثاقلة ونفوسهم فاترة تحكي عدم الرغبة “قلة الوحشة” فلا تسأل عن ردة فعل المدرس المكره أصلا فلسان حاله يقول
سنبدل إن أبدلت بالود آخرا
فأية علاقة ننتظر بين الطرفين٬ إننا نسهم جميعا في هدم العملية التربوية من وحيث لا ندري وإن كنا ندري فتلكم أعظم.
أدرك أن السمعة السيئة لحال التعليم المتردي حقا وواقعه المشهود يمنعان التفكير في انتظار نتيجته ومردوديته فكيف إذا جمعنا مع ذلك الاهمال والقنوط لحد اليأس من الإصلاح والنفع.. نعم تتعدد أبعاد مشكلة التعليم عندنا وتتنوع لتصب في اتجاه واحد يرسم منحى سريع النزول إلى حضيض الهاوية ومع ذلك تبقى قوة العلاقة بين التلميذ والمدرس الركن الأساس في العملية ولكن من لي بصاحب شفاعة بينهما يكون كهند العلامة ابن حامدن رحمه الله
مشت بيني وبين الشعر هندي وعندي أملح الشفعاء عندي
وربما اخترتك أيتها الأم لما أعلم عنك من قرب من الطفل وحب له وسعي غير مكذوب في سبيل رفعته فهلا وجهت بعض جهودك المحمودة نحو تحبيب التعلم إلى ابنك وتقدير معلميه وتوقير أهل العلم واحترام وقته.. عندها سيستسهل الصعب ويغتنم الوقت ويجد العلم منقادا إليه ولا تنتظري حتى تستوي سفينة الإصلاح على الجودي فألواحها قد تأخذ وقتا طويلا قبل إن تصبح قادرة على الابحار..
د. المفيدة سيد المختار