التربية فن

الاستقرار النفسي و العاطفي سبيل للتربية السليمة

يروى أن امرأة من أهل هذه الأرض أعطت قلادتها الذهبية لأمير القافلة مقابل أن لا يرحل بهم؛ لأن ابنها نائم ولا تحبذ إيقاظه قبل ان يشبع نوما ؛ و أن هذا الطفل المكرم أصبح عالما فيما بعد

كم من أم أو أب أنفق أكثر من قلادة، لكن في مشتريات مادية وشكلية بينما غاب الجانب الأهم ألا وهو توفير جو من الاستقرار النفسي والعاطفي سبيلا لتربية: عقلية وإيمانية وعلمية.

فكما يحتاجون تغذية متكاملة لصحة أجسامهم، يحتاجون كذلك تغذية متوازنة لصحة عقولهم وأرواحهم، إنهم أيضا محتاجون للاهتمام بمشاعرهم وأحاسيسهم ومعنوياتهم، وهذا الجانب بالذات يتطلب التفاتة جادة لأنه كثيرا ما يتم تجاهله بحجة التقاليد والعادات حتى يصير الجفاء سلوكا، فما المانع من أن تقول الأم مثلا لابنتها عبارات تشعرها بالارتياح من قبيل: أنت ذكية، أنت جميلة، أنا أحبك و أفتخر بكونك ابنتي … أو تقول لولدها: أني أرى فيك من معاني الرجولة ما يفرح قلبي و يجعلني مزهوة بك أيها الوسيم ….. والأب هو أيضا من جانبه فلا بد من مدح وشيء من التفخيم؛ ففي هذه الجو العاطفي المشحون حبا وحنانا وإكراما؛ يشعر الأبناء بالامتلاء فلا يلتفتون إلى ما يسمعون خارج الأسوار.

 

ثم إن المصاحبة والمخالطة الواعية المتفهمة ضرورية جدا خاصة في عصرنا الذي لم يعد الشارع وحده هو ما نخافه بل أصبحوا متصلين بعالم مفتوح يأخذون منه المعلومات والأفكار وهم بيننا داخل البيت، مما يستدعي قربا أكثر وتخصيص أوقات للجلوس والحديث إليهم والحرص على عدم الغياب كثيرا حال وجودهم في البيت.

نريد أبناء أقوياء واثقين من أنفسهم معتزين بدينهم فهم رياحين قلوبنا وامتداد لأعمارنا وأعمالنا، و هم أمانة لدينا و أي أمانة إنها أمانة عظيمة.

الأستاذة: عيشة بنت البنباري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى