بدماء زكية طاهرة٬ ببنادق الصبر والصمود٬ بفتاوى الشيوخ وسواعد الشباب٬ هكذا قاوم أهل شنقيط المستعمر٬ أبت أرض المنارة والرباط أن يبقى المحتل فوق أرضها٬ يستغلّ موقعها الجغرافي وينهب ثرواتها٬ وفوق ذلك كلّه يحارب كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم…
اشتعلت ككرة من لهب٬ وويل لمن يلعب بالنار٬ هبّ كلٌ من موقعه ينصر الإسلام ويقول الحق٬ جميعهم لا يدعو للجهاد فقط بل يكون أوّل المجاهدين٬ ولا يُستغرب ذلك من أحفاد العظماء المرابطين…
بعد سلسلة من التضحيات الجسيمة٬ وكوكبة من الشهداء الذي وهبواْ أرواحهم فدًى للدين وللوطن٬ أخيرًا؛ حان اليوم الموعود٬ نالت بلادنا استقلالها٬ يا له من حدث جلل٬ و يا له من يومٍ عظيم!! وها نحن نحتفل بهذا اليوم الذي أعلنّا فيه استقلال بلادنا٬ “الجمهوريةً الإسلاميةً الموريتانيةً”
بوحدةٍ وإخاء٬ بعدلٍ وإباء٬ بإرادةِ الشهداء٬ نحتفل اليوم..
بقراطيسِ العلماء٬ بأدبِ الشعراء٬ بعلمٍ بلغ عنان السماء٬ نحتفي اليوم…
يقال “إنّ طريق الألف ميل يبدأ بخطوة”…. هكذا إذن؛ كان إعلان استقلال بلادنا يوم الثامن والعشرين من نوفمبر عام 1960 أولَ الخطوات نحو الاستقلال التام وتحقيق السيادة بإذن الله… لا يزال الطريق طويلًا أمامنا، لـكننا فخورون أننا نسير فيه…
أهنئكم بحلول ذكرى الاستقلال المجيدة… وكلّ عامٍ ووطننا الحبيب في وحدة وأمان… والشعب الموريتاني في رخاء وإخاء… كلّ عامٍ وبلادنا حرة مستقلة… كلّ عام وأنتم بخير.
الكاتبة: تسلم محمد غلام
