ارتق بروحك

وطني الحبيب..

د. المفيدة سيد المختار

لا يمكن لمجتمع أن يظل متماسكا ومتراضيا إلا إذا كان متكافلا ومتعاونا, ومتى أختل التوازن دب الخلاف والحسد والشقاق, ويأتي رمضان ليحيي سنة التكافل ويدعو إلي الإنفاق ويحرر النفوس من الشح, ويذيق للإنسان مرارة الجوع حتى يحس بمعاناة الفقير, فيعطيه من مال الله الذي أعطاه وإن ملامح الفقر ومظاهر البؤس البادية للعيان في مجتمعنا الصغير لكفيلة بالتعبير عن درجة الفاقة التي يعيشها, فكم من شيخ عادته الأيام يجوب المدينة سيرا على الأقدام بحثا عن قوت عياله لا يسأل الناس إلحاحا وإن رجع بخفي حنين … وكم من امرأة ضعيفة تركت أيتامها لتطوف أبواب أهل الخير في هذا الشهر العظيم فقبله كانت لا تري للاستجداء نفعا فتنتظر موسم البركة والخير علها تحظى بعطف من يسر الله له, و الغريب أن من بين جيران, هؤلاء ومن عشيرتهم من يبذر المال يسارا ويمينا بلا حساب في غفلة عن تطهير هذا لمال وابتغاء رضوان الله به .

إن مبدأ التكافل وسنة الإنفاق من دروس رمضان التي ينبغي أن تحظي بالتطبيق بعد الإحياء ,ومن ركائز قوة المجتمع وتماسكه, وقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم مثالا حيا في ذلك , فكان أجود من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان, فهلا أحينا تلك المعالم واقتفينا ذلك الأثر وعندها فقط سننعم بالوحدة ونحتمي بالأمان ونتعالى علي الخلاف.

ويوم يدرك الجار أن إيمانه لا يكتمل إذا بات  شبعانا  وجاره جائع, ويدرك الغني أن في ماله حق معلوم للسائل والمحروم, ويرعى ذوي القربى حق الرحم فيسدون المعروف, سيعش المجتمع في أمان وتواد, وينعم بألفة القلوب. 

د. المفيدة سيد المختار 

https://youtu.be/5c6b9lBMRn0

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى