حتى لا ننسى

هل تتكرر المأساة؟!

الكاتبة تسلم محمد غلام

لستُ أدري من أين أبدأ ولا كيف أكتب…فهذه حروف معينها دم…بمداد من دموع خطّها الألم..
أخبروني بالله عليكم كيف يطيب عيش؟…وأنى نستلذ حياة؟!…ومسرى نبينا يُدنس… وإخوتنا يقتلون…ويذبح أبناءهم…وتنتهك حرمات حرائرنا… في قلب أمتنا…في الأقصى الذي بارك الله ما حوله..وجعله مهد الرسالات….
الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الإسلام الذي جاء به جميع الأنبياء من لدن آدم إلى عيسى عليهم السلام… اختلفت الشرائع والدين واحد!..ومن تجرأ على تدنيس أرض النبوة؟!…اليهود!!…اليهود الذين آذواْ موسى …الذين كذبواْ عيسى…هم ذاتهم اليهود الذين كفرواْ بمحمد…وهم ذاتهم الذين يدّعون اليوم أنهم أولى بأرض الرسل وميراثهم!!!….تبًا لهم ولما يفترون…نحن أولى بموسى وعيسى ونحن أمة محمد (عليهم الصلاة والسلام)…

إنني أخشى يا إخوتي أن تكون فلسطين أندلسًا أخرى!!…أن تعيش الأمة المأساة ثم لا تعتبر فتتكرر المآسي…ويقال: إن التاريخ يعيد نفسه لأن الأغبياء لم يفهمواْ الدرس!…أفنكون نحن الأغبياء الغافلين…ونترك القدس وأهلنا في فلسطين…بين مطرقة اليهود الغاصبين…وسنديان الخونة، ألا لعنة الله على الخائنين!…
إننا نعيش مؤامرة كبرى…هدفها اجتذاذ الإسلام والمسلمين…بدءًا من تغيير العقائد وتفنيد الدين…وليس انتهاءً بانتهاك حرمات المقدسات…

إخوتي أفيقواْ…فإنه يراد لهذه الأمة أن تبقى نائمة…ليسهل محو تاريخها وتغيير المستقبل الذي هو لنا بإذن الله…فأفيقواْ!!…
إن “مسيرات الأعلام” و”الرقصات التلمودية” وغيرها قد لا تلفت انتباه الكثيرين (ممن طال سباتهم للأسف!)…إلا أن ممارسة أي من هذه الشعائر الفاسدة داخل المسجد الأقصى هو تكريس لحقّهم فيه ولكونه مكان عبادتهم… وبأنهم أولوه وأهلوه…وإنه لمن المحزن حقًا أن نرى إخوتنا المقدسيين يواجهون الرصاص بأجساد عارية وحجارة بينما شباب المسلمين مسلوبو الألباب بمباراة لكرة القدم!!…هذا يوضح لنا إلى أين وصلت أفكار و طموحات أغلب شبابنا اليوم!…
حين ترى شابًا(أوفتاة؛فالفتيات لم يسلمن من حب هذه الرياضة البغيضة!)..حين ترى شابًا لا يتوانى عن الهتاف لتشجيع منتخبه المفضل..وبوسعه أن يبقى عدة ساعات أمام شاشة التلفاز لمتابعة المباراة…قد أشعل مواقع التواصل الإجتماعي بالدفاع عن منتخبه وتشجيعه…هذا الشاب نفسه لن يتعب نفسه بالسؤال عن ما يحدث في الأقصى..لن يحس بأي تعاطف مع إخوته هناك..ولن يكتب حرفًا أو ينشر صورةً عن ما يحدث…هذا إن كان يعلم بما يحدث أو يلقي به بالًا أصلا!…أين هذا الجيل من مشروع التحرير؟!…

إنّ الشباب هم عماد الأمة..وهم الأمل الذي ألقي على كاهله إرجاع أمجاد الماضي والاعتصام بحبل الله…ولهذا فإنهم ينالون القسط الأكبر من ضربات معاول الهدم…معاول أعداء الإسلام…فهم يريدون خلق أمة ضعيفة…مهزوزة داخليا..فِكرياو عقَديا…ماديا واجتماعيا وسياسيًا…والبداية بالأسس :النساء والشباب…ومن تبقى يفسد بفساد هاذين القِسمين…وهذا ما يفسر الجهود الحثيثة التي تسعى لانتشار الفكر النسوي عند النساء وخلق “اللامبالاة” و”التركيز على الذات” عند الشباب…بما يعني وجود مجتمعات متفككة يمتاز أهلها بالأنانية والجشع ولا يهتمون لما يحصل في العالم…بناءً على نظرية:(أنا بخير؛هذا ما يهم،وليذهب الجميع إلى الجحيم!)…فياشباب أمتنا الله الله في الأمة…

في الختام..إن كانت معركة إخوتنا في القدس بالحجارة والمولوتوف…وإخوتنا في غزة ذخيرتهم صواريخ وراجمات…فإن معركتنا نحن معركة وعي وثقافة….وذخيرتنا دعاء وإيمان…فهلموا ننشر الوعي بقضية أمتنا…ولنجعل الإلحاح في الدعاء دأبنا…حتى تفتح القدس فتلهج ألسنتنا بالشكر لله… إن لم نفعل،كُتِب لنا أن نعيش المأساة…ونرى أندلس أخرى بوشاح فلسطيني…

الكاتب : تسلم/محمد غلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى