ارتق بروحك

الحج.. لبيك اللهم لبيك

قال تعالى:( وأذِّّنْ فِي النَّاِس بِالْحَجِّ يأتوك رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).

وقال صلى الله عليه وسلم : ( من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وقال أيضا 🙁 حجة مبرورة خير من الدنيا وما فيها)

الحج ذلك المؤتمر العام للمسلمين الذي يجتمعون فيه عند أول بيت وضع للناس لا آصرة تجمعهم إلا عقيدة الإسلام, ولا دافع يحركهم سوى حب الله والرغبة في نيل رضاه, تشعرهم وحدة المكان والزمان واللباس بأصلهم الواحد وبأن الله لا ينظر إلا إلى قلوبهم فهم أمامه سواسية لن يناله إلا التقوى منهم. وهم في نفرتهم تلك يجسدون معاني العبودية ويرددون كلمات التوحيد: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لبيك ويجيبون داعي الله, تتنزل عليهم الرحمات, ويشهدون منافع لهم, يعيشون مشاهد تذكرهم يوم الحشر, ويقفون مواقف تخفف عنهم أعباء المعاصي ويغسلون بها أدران الذنوب في خشوع يذيب الجبال ودعاء يفتح أبواب السماء. وفي هذا الموسم أفضل أيام للعبادة والذكر (واذكروا الله في أيام معدودات).

وهوا لركن الخامس من أركان الإسلام التي بني عليها.

وللحج شروط صحة وشروط وجوب

1-شروط الصحة : الإسلام, الحرية,البلوغ, – العقل _ الوقت

2-شروط لوجوب: البلوغ – العقل – الحرية – الاستطاعة.

عن عمر رضي الله عنه قال:” لقد هممت أن اكتب في الأمصار بضرب الجزية على من لم يحج ممن يستطيع إليه سبيلا. وعن سعيد بن جبير: لو علمت رجلا ميتا وجب عليه الحج ثم مات قبل أن يحج ما صليت عليه.

أركان الحج: الإحرام–الطواف– السعي– الوقوف بعرفة.

الواجبات المجبورة بالدم : الإحرام من الميقات ٬المكوث بعرفة حتى غروب الشمس٬ المبيت بمزدلفة٬ المبيت بمنى  ٬طواف الوداع

فمن ترك هذه الواجبات لزمه الدم .

وجوه أداء الحج والعمرة فثلاثة

الأول الإفراد: وهو الأفضل وذلك أن يقدم الحج وحده فإذا فرغ خرج إلى الحل فأحرم واعتمر, وليس على المفرد دم إلا إن تطوع.

الثاني القران: وهو: أن يجمع فيقول لبيك بحجة وعمرة فيصير محرما بهما وتندرج العمرة تحت الحج كما يندرج الوضوء تحت الغسل, وعلى القارن دم إلا أن يكون مكيا فلا شيء عليه لأنه لم يترك ميقاته.

الثالث التمتع: وهو أن يتجاوز الميقات محرما بعمرة ويتحلل بمكة ويتمتع بالمحظورات إلى وقت الحج, ولا يكون التمتع إلا بخمسة شروط:

  1. أن لا يكون من حاضري المسجد الحرام, (حاضره من كان منه على مسافة لا تقصر منها الصلاة).
  2. أن يقدم العمرة على الحج.
  3. أن تكن عمرته في أشهر الحج.
  4. أن لا يرجع إلى ميقات الحج ولا إلى مثل مسافته.
  5. أن يكون حجه وعمرته عن شخص واحد.

فإن وجدت هذه الشروط كان متمتعا وعليه دم وهو أن يذبح شاة فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج قبل يوم النحر متفرقة أو متتابعة وسبعة إذا رجع إلى وطنه. والأفضل الإفراد ثم التمتع ثم القران.

محظورات الحج:

لبس المخيط وتغطية الرأس للرجل٬ تغطية الوجه للمرأة٬الطيب ٬ الحلق ٬ التقليم ٬ ويلزم منه الدم.

الجماع وهو مفسد قبل التحلل الأول ويلزم منه بدنة أو بقرة أو سبع شاه٬الزواج٬ قتل الصيد البري.

فوائد الحج:

التوبة الخالصة الصدوق.

إظهار العبودية وشكر النعمة وتعميق الإخوة لإيمانية.

التربية على الاستسلام والانقياد والطاعة المطلقة لله رب لعالمين.

تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى.

التقوى وتزكية النفس.

سبب لمغفرة الذنوب

سبب لمرضاة الله والفوز بالجنة.

تنمية الشعور بالعزة والفخر بالانتماء  لهذه الأمة.

تعزيز التواصل بين المسلمين وتقوية أواصر الأخوة والمحبة بينهم.

التربية على تحمل المشاق والسعي لمرضاة الله تعالى .

سياحة إيمانية جميلة تعين النفس على التقرب إلى الله وحبه والتوكل عليه والاستعانة به.

منافع الحج:

للحج منافع وفوائد عظيمة فهو مؤتمر عام للمسلمين يستفيدون منه فوائد دينية وتربوية وأخلاقية وهو مدرسة إيمانية عظيمة يتلقى فيها المسلمون الدروس العظيمة والفوائد الجليلة والعبر المفيدة في شتى مجالات الحياة, بالممارسة العقلية للعلاقات الاجتماعية , كما انه فرصة لتلاحم المسلمين وشعورهم بوحدة الجسد الواحد, ويطهر النفس ويعيدها إلى الصفا والإخلاص مما يؤدي إلى تجديد الحياة ورفع معنويات الإنسان وتقوية الأمل وحسن الظن بالله تعالى, ويقوي الإيمان ويعين على تجديد العهد مع الله تعالى.

فضائل الحج والعمرة:

لقد تضافرت النصوص الشرعية على بيان فضل الحج والعمرة, والحث عليهما وذكر فوائدهما فمن تلك الفضائل:

تكفير الذنوب ونفي الفقر لقوله صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد.

أنه يعدل الجهاد في سبيل الله وخصوصا للنساء والضعفة وذلك لأحاديث منها: عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد؟ قال: (لكن أفضل الجهاد وأجمله حج مبرور ثم لزوم الحصر).

قالت: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى