ارتق بروحك

عجبا لأمر المؤمن..

الأوبئة والأمراض الفتاكة والعدوى السريعة والفقر والبؤس كل ذلك وغيره لا ينبغي أن يكون سببا في حزن المؤمن ولا يأسه من رحمة الله و لا تعويله على غير ما عنده جل جلاله فقد يكون وراء ذلك كله سر نصر وصحة وتمكين لا نطلع عليها في الحال فالأمور قد تأتي نتائجها على خلاف الظاهر منها وأكبر شاهد على ذلك ما ورد في قصة يوسف من أن الشيء الجميل قد تكون نهايته ليست كذلك والعكس صحيح
فيوسف يحبه أبوه وهو شيء جميل ونتيجة لهذا الحب ألقي في الجب
و الالقاء في الجب شيء فظيع ونتيجته أن يتربى في بيت العزيز
والإكرام في بيت العزيز شيء جميل ونهايته دخول السجن
ودخول السجن شيء فظيع ونهايته أن يكون عزيز مصر
والأمثلة كثيرة المهم والأساس أن لا يقنط المؤمن ولا ييأس وأن يلجأ دائما إلى الله في كل أموره
فسورة يوسف كذلك هي أكثر السور التي تتحدث عن اليأس وتنهى عنه(فلما استيأسوا منه خلصوا..)(ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )(حتى إذا استيأس الرسل)
فالمسلم في هذه الحياة لا ينبغي أن يفرح بشيء ظاهره رحمة لكنه قد يحمل في طياته ماليس كذلك كما لا ينبغي أن يحزن وييأس بسبب شيء ظاهره عذاب ولكنه قد يحمل في طياته غير ذلك
و ليقل في كل ذلك (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد)
و ليثق دائما بقول الله تعالى (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)

الشيخة: ميمونة باباه 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى