التربية فن

الأطفال والعطلة الصيفية

العطلة حاجة لا يمكن الاستغناء عنها ولذلك كان المربون عبر العصور يحرصون على أخذ الإنسان للراحة من الأعمال٬ وهي حكمة نبوية فالمنبت لا ظهرا أبقي ولا أرضا قطع٬ وفي المقابل فإن قول الشاعر ما زال يثبت صدقه:

إن الشباب والفراغ والجده                مفسدة للمرء أي مفسدة

 كما أن الوقت هو الحياة٬ ومرحلة الطفولة لا تعرف للهم سبيلا ولا تفهم لغير النشاط معنى٬ وهنا يأتي دور الأسرة في استيعاب تلك الطاقة وترشيدها وذلك بتغيير نظام الدراسة وتخصيص وقت للعب يحس الطفل فيه بالراحة٬ ويتفاعل مع الأنشطة المختلفة التي يمكن أن تتخذ بدائل عن صيغ التعليم التي كان يزاولها كالمباريات والألغاز وسرد القصص والحكايات فتكتشف المواهب وتنميها في جو يعمره الضحك وتحفه التسلية٬ ومع هذا يكون تعويد الأطفال على أن وقت حفظ القرآن والصلاة أمور لا هزل فيها ولا تهاون.

 

والعطلة تعطي الأسرة قربا أكثر من الطفل فتراقب سلوكه في نفسه ومع الناس٬ فتسمع منه وترشده.

وعند اكتشافه لعوالم جديدة من خلال الرحلات الصيفية إلى البوادي أو الشواطئ ينبغي أن يفهم سر هذه الحياة ويرتبط بخالق الوجود حتى لا يعيش عابثا لاهيا٬ كما يشارك في الأعمال التي تتطلبها الرحلة٬ ويتعرف على طبيعتها فتبذر فيه حب العمل والاعتماد على النفس والثقة بها مستقبلا.

 

وعندما نحسن استثمار الراحة نحقق الغاية منها ونربح ما أخذنا فيها من معلومات ومعارف٬ فيعود الطفل إلى الدراسة باستعداد جديد وأمل متقد.

عيشة النانة سيد المختار 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى